هذا الاعتقاد ـ مع ما فيه من المخالفة ـ مخالفٌ لما كان عليه السلف الصالح من لدن الصحابة ومن بعدهم، حيث لم يزعم أحد منهم أنه اجتمع برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع حاجتهم الماسة لذلك، ومنزلتهم العالية عنده - صلى الله عليه وآله وسلم -.
٦ - هل تعلم أن كل الأوراد، والأذكار، والصلوات، والاحتفالات، والموالد، والحوليات التي لم يتعبد بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحبه الكرام ربهم، والتي لم تكن معروفة لديهم ـ هل تعلم أنها مردودة عليك بحكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأن العبادات توقيفية، لا يجوز الزيادة عليها ولا النقصان؟
قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»(رواه البخاري ومسلم).
وقال:«من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد». (رواه مسلم).
لماذا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لماذا تترك الأذكار والصلوات التي خرجت من فم من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتتمسك بأوراد وأذكار وضعها غيره من البشر؟
قال الإمام النووي - رحمه الله - بعد أن ذكر صيغ الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وصِفَتَها في كتابه (الأذكار١/ ١٦٤): «وأما ما قاله أصحابنا وابن أبي زيد المالكي من استحباب زيادة على ذلك (وارحم محمدًا وآل محمد)، فهذه بدعة لا أصل لها، وقد بالغ الإمام أبوبكر بن العربي المالكي في كتابه (شرح الترمذي) في إنكار ذلك، وتخطئة ابن أبي زيد، وتجهيل فاعله، قال: لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علمنا كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -، فالزيادة على ذلك استقصار لقوله، واستدراك عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -»
٧ - هل تعلم أيها الصوفي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة في المعروف؟ كما أخبر صاحب الشريعة، وأن ما يشيعه بعض الصوفية:«لا تعترض فتطرد»، وزعم البعض أنه لو أمره شيخه بدخول النار لدخلها، ولو أمره بالكفر لكفر، لا أساس له في شرع المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -.