للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - ووظيفة في التفكر، فتفكر في ذنوبك وخطاياك، وتقصيرك في عبادة مولاك، وتعرضك لعقابه الأليم، وسخطه العظيم.

وترتب أوقاتك بتدبيرك أورادك في جميع يومك؛ لتتدارك به ما فرط من تقصيرك، وتحترز من التعرض لسخط الله تعال الأليم في يومك، وتنوي الخير لجميع المسلمين، وتعزم ألا تشغل في جميع نهارك إلا بطاعة الله تعالى، وتقصد في قلبك الطاعات التي تقدر عليها، وتختار أفضلها، وتتأمل تهيئة أسبابها لتشتغل بها، ولا تدع عنك التفكر في قرب الأجل وحلول الموت القاطع للأمل، وخروج الأمر عن الاختيار وحصول الحسرة والندامة بطول الاغترار.

واعلم أن أفضل الأوقات للذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح، لاسيما إذا كان في المسجد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر تربع في مجلسه يذكر الله حتى تطلع الشمس (١).

ورووا عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين؛ انقلب بأجر حجة وعمرة)) (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن أقعد أصلي مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة)) (٣).


(١) "صحيح مسلم" (٦٧٠) من حديث جابر بن سمرة (رضي الله عنه).
(٢) حسن: رواه الطبراني في "الكبير" (٧٧٤١) من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، وجود إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب"، وتبعه الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٠٤)، وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أخرجه الترمذي (٥٨٦)، وقال: "حسن غريب".
(٣) حسن: رواه أبو داود (٣٦٦٧)، والطبراني في "الدعاء" ص٥٢٤ - ٥٢٥ من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - وحسنه الحافظ العراقي، وتبعه السيوطي كما في "فيض القدير" (٥/ ٣٣٢)، وراجع "المجمع" (١٠/ ١٠٤ - ١٠٧).
تنبيه: تعقب المناويُّ رحمه الله الحافظين العراقيَّ والسيوطيَّ في تحسينهما هذا الحديث بأن الهيثمي ذكر أن في إسناده أبا عائد وهو مختلف فيه، وأقول: كلام الهيثمي رحمه الله (١٠/ ١٠٥) على رواية أبي يعلى (٣٣٩٢)، أما رواية أبي داود المختصرة فليس في إسنادها أبو عائد هذا. والله أعلم

<<  <   >  >>