للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالسبابة ويرمي ببصره إليها، وكان يحركها (١) يدعو بها ويقول: ((لَهِيَ أشد على الشيطان من الحديد)) (٢) يعني: السَّبَابَةَ.

ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في كل ركعتين التحية، يقول: ((التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)).

وكان يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره، وشرع ذلك لأمته. وكان - صلى الله عليه وسلم - يدعو في صلاته بأدعية متنوعة (٣).

ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه: " السلام عليكم ورحمة الله "، وعن يساره كذلك. وكان أحيانًا يزيد في التسليمة الأولى: " وبركاته "] ا. هـ.

((واعلم: أن للصلاة أركانًا وواجباتٍ وسنناً (٤)، وروحها النية والإخلاص والخشوع وحضور القلب، فإن الصلاة تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال، ومع


(١) تحريك السبابة في التشهد لا زلت في ريب منه، فقد تفرد زائدة بن قدامة (رحمه الله) بذكره كما هو معروف عند أهل العلم، فلتحرر المسألة. وانظر "طليعة سمط اللالي" لشيخنا العلامة أبي إسحاق الحويني (ص١٢٦ - ١٢٨).
(٢) رواه الإمام أحمد (٦٠٠٠)، والطبراني في "الدعاء" ص٢٠٥ ط/دار الكتب العلمية، والبزار كما في "المجمع" (٢/ ١٤٠) بسند حسن؛ فيه كثير بن زيد وهو صدوق يخطئ كما في "التقريب" (٥٦١١)، وصححه أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله. ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين الإشارة بالسبابتين أثناء التشهد، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو بإصبعيه فقال: "أَحِّدْ، أَحِّدْ "، وأشار بالسبابة. ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَحِّد أَحِّد)) أي: أشر بأصبع واحدة وهي المسبحة؛ فإن الذي تدعوه واحد. قال الزمخشري: ((أراد: وحد، فقلبت الواو همزة، كما قيل: أحد وإحدى وآحاد. فقد تقلب بهذا القلب مضمومة ومكسورة ومفتوحة)) ا. هـ من "فيض القدير" (١/ ٢٣٧) ط/ مكتبة مصر.
(٣) روى الإمام أبو يعلى (رحمه الله) في "مسنده" (ج١٠/رقم٦٠٢٩) بسند حسن من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أراد أن يسجد كبر ثم يسجد، وإذا قام من القعدة كبر ثم قام)) ولم أره في "مجمع الزوائد" وهو على شرطه، وأورده الشيخ الألباني (رحمه الله) في "الصحيحة" (٦٠٤) وجود إسناده، وقال: ((الحديث نص صريح في أن السنة التكبير ثم السجود، وأنه يكبر وهو قاعد ثم ينهض. ففيه إبطال لما يفعله بعض المقلدين من مد التكبير من القعود إلى القيام!)) انتهى.
(٤) وراجع تفصيل ذلك في كتب الفقه، وأرشح لك في البداية كتاب "الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز" لشيخنا العلامة عبد العظيم بن بدوي الخلفي -حفظه الله-.

<<  <   >  >>