للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجواب:

أنه لم يصح عن النَّبِيِّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تفصيل ذلك حديث مرفوع، وإنما هي آثار عن بعض الصحابة والتابعين، والواجب أن نؤمن بوجود اللوح المحفوظ، وأن اللهَ دَوَّنَ فيه كل ما كان وما يكون. أما ما وراء ذلك مِمَّا ورد في وصفه وكيفيته والقلم الذي كتب به فلا، والأقرب فيما ورد عن ابن عباس وغيره في هذا أنه من الإسرائيليات التي أخذت عن أهل الكتاب، ورويت لغرابتها، ولا سيما وأنه ليس في القرآن ما يصدقها ولا ما يكذبها فبقيت روايتها على أصل الإباحة، وقد فصلت فيما سبق موقف الإسلام مِمَّا ذكر عن بني إسرائيل فارجع إليه، على أنه ليس في الحديث على فرض ثبوته ما يستشكل، وقدرة الله صالحة لكل شيء.

حَدِيثُ سُجُودِ الشَّمْسِ:

قال: وروى الشيخان وبعض السنن والمسانيد، والتفسير المأثور عن أبي ذر قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ «أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ ... » إلخ الحديث.

والجواب:

هو ما قدمته في هذا الكتاب (١) من أنه لا إشكال في الحديث، وأنه من قبيل المجاز والتمثيل، ومثل هذا المجاز قريب، ومستساغ ومستفيض في لغة العرب، وإنما يستشكل مثل هذا من لم يتذوق لغة العرب وما لهم من الافتنان في الأساليب وطرق البيان.

حَدِيثُ الشَّيَاطِينِ المَسْجُونَةِ:

قال: وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص. صاحب


(١) ص ٤٩ وقد سقت هناك الحديث بتمامه.