عنها، وعن ثمارها المرة. ويبدو أن من صواب الرأي أن يقال: إن المعتزلة أنفسهم يتحملون قسطا من وزر تلك الجبرية وهذا التواكل؛ لأنهم كما يقول بعض المؤرخين لعصر المأمون: على أنفسهم جنوا!
[- ٨ -]
وأخيرا، فانني أقدم اليوم هذا البحث للطبع على النحو الذي أعددته من قبل، وتقدمت به إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حيث تولت مناقشته والحكم عليه لجنة من الأساتذة: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور مصطفى زيد، والشيخ عبد العظيم معاني، وأجازته بمرتبة الشرف الأولى بإجماع الآراء. غير أنني اختصرت منه بعض الأمثلة والشواهد من تفسير الحاكم- كما كنت أرغب من الأصل- وبعض الكتب الخطية الأخرى التي أعمل الآن في تحقيقها وإعدادها للنشر.
وأحب أن أنبه القارئ إلى أن ما انتهيت اليه من الحكم على الزمخشري، وأنه قال في التاريخ مكانة لا يستحقها ... قد اعتبره أستاذنا الجليل الشيخ أبو زهرة «تهجما على الزمخشري بغير حق». ولعل من سوء الحظ أن المقارنات التي عقدتها بين كتابه وكتاب الحاكم قدر كنت في قسم منها إلى الشواهد التي كانت مبثوثة في هذه الرسالة، والتي أصاب بعضها الاختصار السابق؛ مما جعل هذه المقارنة- في صورتها الحالية- في حدود ضيقة. إلا أنني لم أجد حتى الآن ما يحملني على الرجوع عن موقفي السابق، بل
لعل شيئا من عدم الحرص على تلك الشواهد يعود إلى اقتناعي بما انتهيت إليه. على أنني أرجو أن أعود إلى دراسة الزمخشري على نحو أشمل