للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي صرح به في موضع أو موضعين اعتاذ على نسبته في سائر المواضع إلى أبي هاشم، وإلى أبي علي وأبي هاشم، دون أن يعقب عليه «١».

[خامسا: تعريفات وأمور فلسفية]

وأخيرا فإن من أبرز آثار منهج الحاكم الكلامي في تفسيره، عنايته بكثير من التعريفات الكلامية والفلسفية بمناسبة شرحه اللغوي لبعض الألفاظ، أو محاولته الوقوف على ما تدل عليه الآية من أحكام- وتذكّر طريقته هذه بطريقة الرماني في تفسيره الذي أشرنا اليه- كما نجد ذلك في تعريفه «للنظر» والظن، والعلم، والفناء، والخلق، والحياة، وأمور أخرى كثيرة. ونكتفي هنا ببعض شواهده الهامة البارزة.

١ - الموت والحياة: قال في شرحه لقوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ... ) «٢» في بيان المفردات: الموت ضد الحياة،


(١) وقال في قوله تعالى- في سورة النجم- (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى.
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) إن الآيات تدل على تحقيق ما رأى وأنه لم يكن تخيلا ولا في المنام- وقد دافع الحاكم عن قول جمهور المسلمين بالمعراج، وأنه كان بالجسد والروح، وشنع على بعض من أنكره منهم. وعنده أن المعراج أكبر معجزة للرسول بعد القرآن- وتدل على أن «الجنة عند السدرة في السماء السابعة» ثم لم يزد على للقول: «وقيل إنها جنة الخلد، وقيل هي الجنة التي كان فيها آدم!!» ورقة ٧٢/ ظ. وقال في تفسير سورة الكوثر: «ورووا أنه- صلى الله عليه- رأى الكوثر ليلة المعراج» ثم قال: ولا يقال أليس يفني بالفناء؟ وذلك لأنه يجوز وجوده في الحال وإن فني ثم يعاد. ١٥٧/ ظ.
(٢) الآية ٢٨ سورة البقرة، ورقة ١٨/ ظ. وانظر أيضا الآية ٢ من سورة الملك، ورقة ١٠٦/ ظ.

<<  <   >  >>