للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحقق الحاكم ذلك في موضعين من قوله تعالى: (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ، وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) «١» في قوله: «وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ» وقوله:

«إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ».

وقال في قوله تعالى: (فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا، بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا) «٢» إن قوله «يَفْقَهُونَ» يدل أن المعارف مكتسبة، وقال ذلك أيضا في قوله تعالى: (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) «٣» وقوله: (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ) «٤» وقوله (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ) «٥». وقد قال في قوله تعالى:

(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) «٦» إن الآية تدل على بطلان قول أصحاب المعارف «لأنه بين أنهم لا يعلمون الكتاب إلا قراءة وتلاوة! ثم حقق؟؟؟ ذلك بقوله (يظنون)، ولو عرفوا الحق ضرورة لما صح وصفهم بذلك».

ويبدو أن وقوفه الدائب أمام الآيات التي ورد فيها نسبة الظن إلى المكلفين هو الذي أوحى له بمثل التعقيب التالي على هذه الآيات:


(١) الآية ٢٤ سورة الجاثية. وانظر التهذيب ورقة ٤٧/ ظ.
(٢) الآية ١٥ سورة الفتح. وانظر التهذيب ورقة ٥٧/ ظ.
(٣) من الآية ٤٧ سورة الطور. وانظر التهذيب ورقة ٧١/ و. وراجعه أيضا ورقة ٢٢/ ظ.
(٤) الآية ٦٦ سورة النمل. التهذيب ورقة.
(٥) من الآية ٢٣ سورة النجم. التهذيب ورقة ٧٢/ ظ.
(٦) الآية ٧٨ سورة البقرة. التهذيب ورقة ١٠٥.

<<  <   >  >>