للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في قوله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) «١» إن فيها كذلك لطفا للمكلف لأنه إذا «تصور ذلك امتنع عن القبيح».

وقال ذلك أيضا في قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ... ) «٢» الآيات، وسائر الآيات المشابهة لها.

ومما يدخل عنده في هذا الباب أيضا: الآيات التي تعرض لأحوال بعض الأمم والأشخاص المتقدمين، وتذكّر بأحوالهم، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ... ) «٣» قال الحاكم: «تدل الآية على أن العلم بأحوال من تقدم لطف للمكلفين».

وقال في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ. إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) «٤» إن قوله «بخالصة» يدل على أنه تعالى يلطف بعباده في أمور دينهم حتى يصيروا مخلصين، وإن ذكر الدار لمن الألطاف، لأن المكلف إذا تصورها رغب في فعل الطاعات واجتناب المعاصي.

٢ - والأمر الهام في موضوع اللطف في تفسير الحاكم: أنه يحمل عليه آيات التوفيق والسكينة والنصر وشرح الصدر والتثبيت «٥» وآيات أخرى


(١) الآية ٤ سورة الطارق، ورقة ١٤١/ ظ.
(٢) الآية ١٩ سورة الحاقة- وانظر الآيات التالية- ورقة ١١٢/ و.
(٣) الآية ١٠ سورة التحريم، ورقة ١٠٦/ ظ.
(٤) الآيتان ٤٥ - ٤٦ سورة ص ورقة ٧/ ظ.
(٥) وقال في قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً) إنه يدل على أن الاستغفار يكون في حكم اللطف. ورقة ١١٥/ ظ.

<<  <   >  >>