للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) «١» إنهم اختلفوا في سبب نزوله على ثلاثة أقوال:

«أولها أنها نزلت في أبي بكر. وثانيها أنها نزلت في رجل من الأنصار.

وثالثها أنها عام في جميع من كان بهذه الصفة» ثم فصل هذه الأقوال والروايات ولم يعقب عليها بشيء، وكأن العبرة في سبب النزول ليست في عموم اللفظ!.

ب) وقال في قوله تعالى: (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ... ) «٢» قيل نزلت في المنافقين والآية متصلة بقوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)؛ عن أكثر أهل التفسير. وقيل: نزلت في اليهود، وقيل إن أهل هذه الصفة لم يأتوا بعد. قال الحاكم: «والأول أصح لأن عليه أكثر أهل العلم، ونظم الكلام يقتضي ذلك»!

وذكر في سبب نزول قوله تعالى (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) «٣» أنها نزلت في أبي سفيان بن حرب، عن مقاتل، قال: كان يؤذي رسول الله ثم صار وليا وصهرا، تزوج بابنته رملة أم حبيبة، قال الحاكم: «وليس في الظاهر ما يدل عليه، وأبو سفيان لم يكن وليا قط! وقد قال يوم عثمان: إني لأرجو أن يعود ديننا


(١) الآيات ٥ - ٧ سورة الليل، ورقة ١٤٨.
(٢) الآية ١١ سورة البقرة، ورقة ٤٢/ و.
(٣) الآية ٣٤ سورة فصلت، ورقة ٢٧/ و.

<<  <   >  >>