هذه الكلمة «قيل» ويلقي بعدها بآراء لا يعلم مصدرها إلا الله- في كيفية تلقي الرسول للوحي، و «الحالة» التي يكون عليها عند ما يهبط عليه جبريل بالقرآن؛ هل ينخلع الرسول من صورته البشرية ليتلقى عن الملك، أم يدخل الملك في صورة بشرية ليوحي إلى الرسول! وكل ذلك افتراضات لا سند لقائلها يعول عليه، وليست مثل هذه القضايا الغيبية مما يدخل تحت الفروض والاحتمالات العقلية الكثيرة، وما نعرفه من الوحي وما شاهده الصحابة بأنفسهم- ولم يزيدوا عليه من افتراضاتهم- إنما هو آثاره التي كانت تبدو على النبي صلى الله عليه وسلم من الجهد والمشقة. وما كان خبر السماء يهبط به أمين السماء الا أمرا جليلا هيأ الله تعالى له نبيه الذي اصطفاه وخاطبه بقوله: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا). وقد أحسن الحاكم- رحمه الله- في عدم خوضه في هذه الموضوعات، سواء في تفسيره أو في كتبه الأخرى التي وقفنا عليها. راجع السيوطي ١/ ٧٤.