للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخلاف في نسبة قوله: (ما منا إلا) في حديث الطيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم]

وقد اختلف العلماء في قوله: (ما منا إلا) هل هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أم من قول ابن مسعود؟ يقول ابن القطان: الأصل في الحديث أنه موصول، وأن هذا الكلام أصله من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يعني: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به أولاً فآخره من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن تأتي قرينة تثبت أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وجمهور المحدثين متفقون على أن قوله: (وما منا إلا) مدرج من قول ابن مسعود، ولكن ليس هناك قرينة تبين ذلك، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: (الطيرة شرك وما منا إلا) يعني: يقع في قلبه الوسوسة بالطيرة (وما منا إلا، ولكن يذهبه الله بالتوكل).

لكن هناك قرينة قوية ذكرها بعض الإخوة وهي حظ الشيطان الذي أُخِذَ من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك إسلام قرينه، قال صلى الله عليه وسلم: (فأعانني عليه أو فأعنت عليه فأسلم) ومن هنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أتم الناس توحيداً وأنظف الناس قلباً وأعمق الناس توكلاً على الله، وهذه قرينة كافية تبين لنا أن قول: (ما منا إلا) هو من قول ابن مسعود نفسه وليس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>