للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: أشراط الساعة]

[المبحث الأول: الساعة وأماراتها]

من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بالساعة، وهي الساعة التي تنتهي فيها الحياة الدنيا بجميع أوضاعها وتبدأ بالقيامة بكل أهوالها. (و لما كان من العقائد التي يجب الإيمان بها: اليوم الآخر وما فيه من ثواب و عقاب، ولما كان نظر الإنسان قد لا يعدو هذه الحياة وما فيها من متاع فينسي اليوم الآخر ولا يعمل له، جعل الله بين يدي الساعة أمارات تدل على تحققها وأنها ستقع حتماً حتى لا يخامر الناس أدنى شك فيها ولا يفتنهم شيء عنها.

فمن المعلوم أن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر من أشراطها شيئاً ورأى الناس وقوع ذلك الشيء علموا يقيناً أن الساعة آتية لاريب فيها، فيعملوا لها ويستعدوا لذلك اليوم ويتزودوا بالصالحات قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل المحدود، قال تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)} [سورة الزمر: ٥٦ - ٥٨]) (١).

[أقسام أشراط الساعة]

تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين (٢):

١ - أشراط صغرى: وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة، وتكون من نوع المعتاد كقبض العلم، وظهور الجهل، وشرب الخمر، والتطاول في البنيان ... ونحوها، وقد يظهر بعضها مصاحباً للأشراط الكبرى أو بعدها.

٢ - أشراط كبرى: وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة، وتكون غير معتادة الوقوع، كظهور الدجال، ونزول عيسى -عليه السلام-، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.

وقد قسم العلماء أشراط الساعة من حيث ظهورها إلى ثلاثة أقسام:

١ - قسم ظهر وانقضى.

٢ - قسم ظهر ولا زال يتتابع ويكثر.

٣ - قسم لم يظهر إلى الآن.

فأما القسمان الأولان فهما من أشراط الساعة الصغرى، وأما القسم الثالث فيشترك فيه الأشراط الكبرى وبعض الأشراط الصغرى.


(١) يوسف الوابل، أشراط الساعة، ص ٩، ط. الثانية، دار ابن الجوزي، الدمام، ١٤١١ هـ.
(٢) انظر: أشراط الساعة، ص ٧٧ - ٧٨.

<<  <   >  >>