للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوماً وجوههم كالمَجَانّ (١) المُطْرَقَة (٢) يلبسون الشعر ويمشون في الشعر» (٣).

وقد وقع الأمر كما، أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قاتل المسلمون الترك أكثر من مرة.

فقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصحابة -رضي الله عنهم-، وذلك في أول خلافة بني أمية في عهد معاوية -رضي الله عنه-.

ويقول النووي رحمه الله في التتار الذين اجتاحوا العالم الإسلامي: (وقد وجدوا في زماننا -أي الترك- الذين تحدث عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هكذا .... جميع صفاتهم التي ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات، وقتالهم الآن، ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم، وأمر غيرهم، وسائر أحوالهم، وإدامة اللطف بهم والحماية وصلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي) (٤).

١١ - قتال العجم (٥):

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً (٦) أو كرمان (٧) من الأعاجم، حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر (٨)».

[١٢ - ضياع الأمانة]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة» (٩).

[١٣ - قبض العلم وظهور الجهل]

ومن أشراطها قبض العلم وفشو الجهل، في الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -


(١) المجان: جمع مجن وهو الترس، والميم زائدة، لأنه من الجُنّة وهي السترة. انظر: النهاية في غريب الحديث (٤/ ٢٥٦).
(٢) المجان المطرقة: هي التي عليت بطارق وهي الجلد الذي يخشاه، ومنه طارق النعل: إذا اصيرها طاقاً فوق طاقي وركب بعضها فوق بعض، فشبه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترس قد ألبست الأطرقة. انظر: نهاية غريب الحديث (٣/ ١١١)، شرح النووي لصحيح مسلم (١٨/ ٣٦ - ٣٧).
(٣) (صحيح مسلم) كتاب الفتن وأشراط الساعة، (١٨/ ٣٧ - مع شرح النووي).
(٤) شرح النووي لصحيح مسلم (١٨/ ٣٧ - ٣٨).
(٥) العجم: خلاف العرب مفردة عجمي كعربي جمعه عرب. انظر: لسان العرب لابن منظور (٥/ ٢٨٢٥)، تحقيق: عبدالله علي الكبير، دار المعارف.
(٦) خوز: بضم الخاء وسكون الواو بعدها زاي، بلاد من الأهواز وهي من عرق العجم، وقيل الخوز صنف من الأعاجم. انظر: فتح الباري (٦/ ٦٠٧).
(٧) كرمان بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت الكاف والفتح أشهر بلدة مشهورة من بلاد العجم بين خراسان وبحر الهند. انظر: فتح الباري (٦/ ٦٠٧).
(٨) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة (٦/ ٦٠٤ - مع الفتح).
(٩) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة (١١/ ٣٣٣ - مع الفتح).

<<  <   >  >>