للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك الزمان، وهذه الدابة هي التي ذكرها الله في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)} [النمل: ٨٢].

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض» (١).

[٨ - النار التي تحشر الناس]

وهي أخر أشراط الساعة الكبرى، وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة. وقد جاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن، من قعر عدن، جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم» (٢).

وعند ظهور هذه النار العظيمة من اليمن تنتشر في الأرض، وتسوق الناس إلى أرض المحشر، والذين يحشرون على ثلاث طرائق، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتو، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا» (٣).

ويحشر الناس إلى الشام في آخر الزمان وهي أرض المحشر، كما جاءت بذلك الأحاديث، منها ما روي عن ابن عمر –رضي الله عنهما- في ذكر خروج النار، وفيه: قال: يا رسول الله! فماذا تأمرنا؟ قال: «عليكم بالشام» (٤).

وهذا الحشر يكون في الدنيا قبل يوم القيامة، قال العلماء: (وهذا الحشر في آخر الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله –صلى الله عليه وسلم-: «تحشر بقيتهم النار، تبيت معهم وتقيل وتصبح وتمسي») (٥)، والله أعلم.


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الزمن الذي لايقبل فية الإيمان (٢/ ١٩٥ – مع شرح النووي)
(٢) سبق تخريجه ص ٣٧.
(٣) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب الحشر (١١/ ٣٧٧ – مع الفتح)، وصحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (١٧/ ١٩٤ - ١٩٥ – مع شرح النووي).
(٤) صحيح سنن الترمذي، أبواب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز (٢/ ٢٤٣).
(٥) شرح النووي لصحيح مسلم (١٧/ ١٩٤ - ١٩٥).

<<  <   >  >>