للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث: المهدي (١)

قبل ذكر هذه العلامات العشر الكبرى نتحدث عن المهدي لأن ظهوره يكون سابقاً لهذه العلامات، فهو الذي يجتمع عليه المؤمنون لقتال الدجال ثم ينزل عيسى -عليه السلام- ويصلي خلفه.

في آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين يملك سبع سنين يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وتنعم الأمة في عهده نعمة عظيمة، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطى المال بغير عدد.

وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واسم أبيه كاسم أبي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكون اسمه محمد أو أحمد بن عبدالله وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم من ولد الحسن بن علي -رضي الله عنهم- وصفته الواردة أنه أجلى الجبهة (٢) أقني (٣) الأنف) (٤).

[مكان خروجه]

يكون ظهور المهدي من قبل المشرق فقد جاء في الحديث عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئاً لا أحفظه-، فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي» (٥).

قال ابن كثير (إن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق ويبايع له عند البيت كما دل على ذلك بعض الأحاديث) (٦).

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانية -يعني حجة-» (٧).


(١) انظر: أشراط الساعة، ص ٢٤٩ - ٢٥٠. وكتاب: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر لشيخ عبدالمحسن العباد.
(٢) الأجلي: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهتيه، انظر: النهاية في غريب الحديث (١/ ٢٨٠).
(٣) القنا في الأنف طول ورفه أرنبته مع حدب في وسطه. انظر: النهاية في غريب الحديث (٤/ ١٠٢).
(٤) انظر: النهاية في الفتن و الملاحم، ص ٢٣ - ٢٥.
(٥) قال الألباني (الحديث صحيح المعنى دون قوله: "فإنه خليفة الله المهدي"، فقد أخرجه ابن ماجه من طريق علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً نحو رواية عثمان الثانية وإسناده حسن وليس فيه "خليفة الله" وهذه الزيادة "خليفة الله" ليس لها طريق ثابت ولا ما يصلح أن يكون شاهداً لها فهي منكرة). سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة، (١/ ١٢٠)، تأليف: الألباني، ط. الخامسة، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٥ هـ.
(٦) النهاية في الفتن و الملاحم ص ٢٦.
(٧) قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وقال الألباني: هذا سند صحيح رجاله ثقات، سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ٣٣٦).

<<  <   >  >>