للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: أشراط الساعة الصغرى (١)

ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ولن يتكرر وقوعها والتي لم تقع بعد. وهي كثيرة وسنذكر بعضا منها:

[١ - بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-]

أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن بعثته دليل على قرب قيام الساعة وأنه نبي الساعة، عن سهل

-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بعثت انا والساعة كهاتين» ويشير بإصبعيه فيمدهما (٢)، وفي رواية لمسلم: «وضم السبابة والوسطى» (٣).

فأول أشراط الساعة بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو النبي الأخير فلا يليه نبي آخر، وإنما تليه القيامة كما يلي السبابة الوسطى، وليس بينهم إصبع أخرى أو يفصل إحداهما الأخرى (٤).

[٢ - موت النبي -صلى الله عليه وسلم-]

من أشراط الساعة موت النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي الحديث عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً» (٥).

[٣ - فتح بيت المقدس]

من أشراط الساعة فتح بيت المقدس، ففي الحديث عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اعدد ستاً بين يدي الساعة: ... -فذكر منها- فتح بيت المقدس» (٦).

وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تم فتح بيت المقدس سنة ست عشرة من الهجرة كما ذهب إلى ذلك أئمة السير، فقد ذهب عمر رضي الله بنفسه وصالح أهلها وفتحها وطهرها من اليهود والنصارى، وبنى بها مسجداً في قبلة بيت المقدس (٧).

٤ - طاعون عمواس (٨):


(١) انظر: أشراط الساعة، ص ٧٩ - ٢٣٥، واليوم الآخر - القيامة الصغرى، ص ١٣٥ - ٢٠٤.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «بعثت أنا والساعة كهاتين، (١١/ ٣٤٧ - مع الفتح).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة (١٨/ ٨٩ - ٩٠ - مع شرح النووي).
(٤) انظر التذكرة (٧١١)، وفتح الباري (١١/ ٣٤٩).
(٥) صحيح البخاري، كتاب الجزية والموادعة، باب ما يحذر من الغدر (٦/ ٢٧٧ - مع الفتح).
(٦) المصدر السابق.
(٧) انظر: البداية والنهاية لابن كثير، (٧/ ٥٥ - ٥٧)، مكتبة المعارف، بيروت.
(٨) عمواس: بفتح العين والميم قرية بين أميال من الرملة وبيت المقدس، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها، انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (١/ ١٠٧).

<<  <   >  >>