للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٩ - كلام السباع والجمادات للإنس]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء ذئب إلى راعي الغنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه قال فصعد الذئب على تل فأقعي (١) واستذفر (٢)، فقال عمدت إلى رزق رزقنيه الله عز وجل انتزعته مني، فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم! قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم - وكان الرجل يهودياً - فجاء الرجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وَخَبره فَصَدَّقَهُ النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده» (٣).

[٥٠ - تمني الموت من شدة البلاء]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه» (٤).

[٥١ - كثرة الروم وقتالهم المسلمين]

قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (٥).

وجاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اعدد ستاً بين يدي الساعة ... - فذكر منها - ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية (٦) تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً (٧)».


(١) الإقعاء أن يلصق الرجل أليته بالأرض وينصب ساقيه وفخذيه ويضع يديه على الأرض كما يقعي الكلب. النهاية في غريب الحديث (٤/ ٧٨).
(٢) استذفر أصلها استثفر فقلبت الثاء المثلثه ذالاً معجمه تقول استنفر الكلب إذا أدخل ذنبه بين فخذيه حتى يلزق ببطنه. انظر شرح مسند أحمد (١٥/ ٢٠٣) لأحمد شاكر.
(٣) مسند أحمد، (١٥/ ٢٠٢ - ٢٠٣ - شرح أحمد شاكر) وقال إسناده صحيح.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الفتن (١٣/ ٨١ - ٨٢ - مع الفتح)، وصحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة (١٨/ ٣٤ - مع شرح النووي).
(٥) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة (١٨/ ٢٢ - مع شرح النووي).
(٦) غاية: أي راية وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف. انظر: فتح الباري (٦/ ٢٧٨).
(٧) سبق تخريجه ص ٢١.

<<  <   >  >>