وبعد فقد تبين لنا من خلال هذا البحث، أن الأساس الذي يقوم عليه صلاح الفرد الذي هو لبنة المجتمع هو العقيدة الصحيحة والإيمان الراسخ بالله تعالى وما يتبع ذلك من الإيمان بالبعث والجزاء على الأعمال التي وقعت من المكلفين في هذه الحياة، ذلك أن الإيمان باليوم الآخر له أهمية في صلاح المجتمعات، واستقرار أحوالها، فإنه لا سعادة لمجتمع لا يؤمن أفراده باليوم الآخر ويوم الجزاء والحساب.
وقد أوضح القرآن الكريم أن وجود هذا الإنسان على هذه الأرض ليس عبثاً، وإنما أوجده الله تعالى لغاية وحكمة، قال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}[المؤمنون: ١١٥] أي ليس الأمر كذلك، بل هناك هدف، وهناك غاية لهذه الحياة، فلا بد أن يكون بعد الرحلة لهذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا من الرجوع إلى الله تعالى، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)} [سورة الحج: ٥ - ٧].
وأنه يجب على المؤمن أن يسلم ويؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من الأمور الغيبية.
وأن العقل والفطرة السليمة تدلان على وقوع البعث والنشور.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.