للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}، فأين يكون الناس؟ فقال: «على الصراط» (١).

[شبهة المنكرين للبعث والرد عليهم]

لما كانت قضية البعث والحساب، وإعادة الحياة إلى الموتى بعد تفتت تلك الأجساد، واختلاطها بأجزاء الأرض، من القضايا الكبرى التي ضل فيها المشركون، واستبعدوا وقوعها، وقد اقتضى هذا الاستبعاد تعجب المنكرين للبعث ووقوعه، ممن يقولون به، ويؤمنون بوقوعه قال تعالى مبيناً وموضحاً تعجب هؤلاء المنكرين: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣)} [سورة ق: ١ - ٣].

وأعظم شبهة لدى المنكرين للبعث هي: استبعاد اعادة الأجسام بعد تمزقها، وتفتتها، ثم اختلاطها بأجزاء الأرض. إذ تصبح متصورة بصورة التراب فكيف يمكن اعادتها إلى حالتها التي كانت عليها من قبل؟ ) (٢)

وقد عبر شاعرهم عن ذلك الانكار، مبيناً أن الحديث عنه خرافة بقوله:

حياة ثم موت ثم نشر ... ** ... حديث خرافة يا أم عمرو

أيوعدني ابن كبشه أن سنحيا ... ** ... وكيف حياة أصداء وهام (٣)

الأدلة على البعث (٤):

الإيمان بالمعاد دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة، ولا صحة لما يزعمه الضالون من أن العقول تنفي وقوع البعث والنشور، فإن العقول لا تمنع وقوعه والأنبياء لا يأتون بما تحيل العقول وقوعه، وإن جاؤوا بما يحير العقول.


(١) صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب البعث والنشور (١٧/ ١٣٤ - مع شرح النووي).
(٢) انظر: علي الفقيهي، منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان، ص ٢٨٩، ط. الأولى، ١٤٠٥ هـ.
(٣) انظر: الشعر والشعراء (٢/ ٧٩٦)، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (٢/ ٤٣٦).
(٤) انظر: اليوم الآخر - القيامة الكبرى، ص ٧٣ - ٨٦.

<<  <   >  >>