للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - ظهور مدّعي النبوة:

ومن العلامات التي ظهرت، خروج الكذابين الذين يدّعون النبوة، وهم قريب من ثلاثين كذاباً، وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة ولا يزالون يظهرون.

وليس التحديد في الأحاديث مرادا به كل من ادعى النبوة مطلقاً فإنهم كثير لا يحصون وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة وكثر أتباعه واشتهر بين الناس (١). في الصحيحين عن أبي هريرة

-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله» (٢).

[٨ - انتشار الأمن]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق» (٣).

وهذا وقع في زمن الصحابة -رضي الله عنهما- وذلك حينما عم الإسلام والعدل البلاد التي فتحها المسلمون. وسيكون ذلك في زمن المهدي وعيسى -عليه السلام- حينما يعم العدل مكان الجور والظلم.

[٩ - ظهور نار الحجاز]

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تُضيءُ أعناق الإبل ببصرى (٤)» (٥).

قال النووي (٦) رحمه الله: (وقد خرجت في زماننا سنة أربع وخمسين وست مئة وكانت ناراً عظيمة من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة، أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم في وصفها، وهذه النار ليست هي النار التي تخرج في آخر الزمان تحشر الناس إلى محشرهم) (٧).

[١٠ - قتال الترك]

روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك،


(١) انظر: فتح الباري (٦/ ٦١٧).
(٢) صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة (٦ - ٦١٦ مع الفتح)، وصحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة (١٨/ ٤٥ - ٤٦ - مع شرح النووي).
(٣) قال الهيثمي: رواه أحمد، رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد (٧/ ٦٣٩)، تحقيق: عبد الله الدرويش، دار الفكر، بيروت، ١٤١٤ هـ. وقال محققوا المسند: إسناده صحيح (١٤/ ٤٢٧ رقم: ٨٨٣٣).
(٤) بُصري بضم الباء آخرها ألف مقصورة: مدينة معروفة بالشام، ويقال لها حوران وبينها وبين دمشق ثلاث مراحل. انظر: شرح النووي لمسلم (١٨/ ٣٠).
(٥) صحيح البخاري كتاب الفتن باب خروج النار (١٣/ ١٨ - مع الفتح)، وصحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة (١٨/ ٣٠ - مع شرح النووي).
(٦) هو أبو زكريا يحيى بن شرف بن حسن بن حسين الحزامي النووي، أحد أعلام الشافعية، من مؤلفاته: المجموع شرح المهذب، شرح صحيح مسلم، رياض الصالحين، توفي سنة ٦٧٦. انظر: تذكرة الحفاظ: ٤/ ١٤٧٠، وطبقات الشافعية الكبرى: ٨/ ٣٩٥.
(٧) شرح النووي على صحيح مسلم (١٨/ ٢٨).

<<  <   >  >>