للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ) وفي لفظ مسلم في المغازي: "ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات" (١).

(فَقَالَ «إِنِّى فَرَطٌ لَكُمْ) بفتح الفاء والراء هو الذي يتقدم الواردة ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوهما. (٢) أي: أنا سابقكم إلى الحوض، كالمهيئ له لأجلكم. وفي لفظ مسلم في المغازي فقال: "إني فرطكم على الحوض، وأن عرضه كما بين أيلة والجحفة" وفيه إشارة إلى قرب وفاته - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه على أصحابه؛ ولذا قال: " كالمودع للأحياء والأموات" وفي آخره قال عقبة - رضي الله عنه - " فكانت آخر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر" (٣).

(وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ) أشهد لكم بأعمالكم, فكأنه باق معهم لم يتقدمهم بل يبقى بعدهم حتى يشهد بأعمالهم, فهو - صلى الله عليه وسلم - قائم بأمرهم في الدارين، في حال حياته وموته.

وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عند البزار، بإسناد جيد: " حياتي خير لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم" (٤).

(وَإِنِّى وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِى الآنَ) هو على ظاهره؛ أي: أنظر نظرًا حقيقيًا بطريق الكشف, ففيه أن الحوض مخلوق موجود اليوم وأنه حقيقي كما ذهب إليه أهل السنة.


(١) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته (٤/ ١٧٩٦) (٢٢٩٦).
(٢) غريب الحديث [فرط] (١/ ٤٤).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته (٤/ ١٧٩٦) (٢٢٩٦).
(٤) مسند البزار (البحر الزخار)، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (٥/ ٣٠٨) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، وقال: وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وقال أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (المتوفى: ٨٠٦ هـ) في "المغني عن حمل الأسفار" (١/ ١٤٩٥)، دار ابن حزم، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م: أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون، ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف.