أما اسْتِدْلَال بولس فَهُوَ بالنبوءات كَمَا فعل بطرس فِي تَفْسِيرهَا وَهُوَ أَيْضا بآيَات فِي أسفار التَّوْرَاة وأسفار الْأَنْبِيَاء
فَعَن بطرس يحْكى الْكَاتِب فِي الإصحاح الثَّانِي من سفر الْأَعْمَال أَن كثيرا من النَّاس فِي أورشليم فِي عيد العنصرة الَّذِي بعد عيد الْحَصاد بِخَمْسِينَ يَوْمًا من جَمِيع الْأُمَم من مصر وليبيا وروما وبلاد الْعَرَب وَغَيرهم لما حلت عَلَيْهِم الرّوح كَمَا زَعَمُوا تكلم كل إِنْسَان بلغَة غير لغته فتحير الْجَمِيع وارتابوا قائلين بَعضهم لبَعض مَا عَسى أَن يكون هَذَا وَكَانَ آخَرُونَ يستهزئون قائلين أَنهم قد امتلأوا سلافة وعندئذ وقف بطرس خَطِيبًا وَقَالَ هَذَا الْحَال قد أشارت إِلَيْهِ التَّوْرَاة فِي سفر النَّبِي يوئيل وَهُوَ حَال منطبق على أَتبَاع الْمَسِيح الْآن فآمنوا بدعوته مَعَ أَن عِبَارَات يوئيل لَا تُؤدِّي إِلَى غَرَضه وقف بطرس مَعَ الْأَحَد عشر وَرفع صَوته وَقَالَ لَهُم أَيهَا الرِّجَال الْيَهُود والساكنون فِي أورشليم أَجْمَعُونَ
ليكن هَذَا مَعْلُوما عنْدكُمْ وأصغوا إِلَى كَلَامي لِأَن هَؤُلَاءِ لَيْسُوا سكارى كَمَا أَنْتُم تظنون لِأَنَّهَا السَّاعَة الثَّالِثَة من النَّهَار بل هَذَا مَا قيل بيوئيل النَّبِي يَقُول الله وَيكون فِي الْأَيَّام الْأَخِيرَة أَنى أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم وَيرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاما وعَلى عَبِيدِي أَيْضا وإمائي أسكب من روحي فِي تِلْكَ الْأَيَّام فيتنبأون وَأعْطى عجائب فِي السَّمَاء من فَوق وآيات على الأَرْض من أَسْفَل دَمًا وَنَارًا وبخار دُخان تتحول الشَّمْس إِلَى ظلمَة وَالْقَمَر إِلَى دم قبل أَن يَجِيء يَوْم الرب الْعَظِيم الشهير وَيكون كل من يَدْعُو بإسم الرب يخلص
إِن هَذَا كُله يَا بطرس قبل مَجِيء يَوْم الرب وَلم يحدث بإعترافك من هَذَا شَيْء قبل ظُهُور الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام فَإِن قلت قبل مَجِيئه قرب الْقِيَامَة من الْأَمْوَات يجب عَلَيْك أَن تثبت دَلِيل الْمَجِيء فِي ذَاك الْوَقْت قبل مَا تَقول شَيْئا