الحنين اشتياقا إِلَى الحبيب الأول وَاد كارا، حَيْثُ الطود كالتاج يَزْدَان بلجين العذب المجاج، فيزري بتاج كسْرَى ودارا، حَيْثُ قسى الجسور المديدة كَأَنَّهَا عوج المطى الغزيرة، تعبر النَّهر قطارا، حَيْثُ آثَار العامري الْمُجَاهِد تعبق من تِلْكَ الْمعَاهد شذا معطارا، حَيْثُ كرايم السحايب تزوره عرايس الرياض الحبايب، فَتحمل لَهَا من الدّرّ نثارا، حَيْثُ شُمُول الشمايل تَدور على الأدواح بِالْغُدُوِّ والرواح، فترى الغصون سكارى وَمَا هِيَ بسكارى، حَيْثُ أَيدي الِافْتِتَاح تفتض من شقايق البطاح أَبْكَارًا، حَيْثُ ثغور الأقاصي البواسم، تقلبها بِالسحرِ زوار النواسم، فتخفق قُلُوب النُّجُوم الغيارا، حَيْثُ الْمصلى الْعَتِيق قد رحب مجالا، وَطَالَ منارا، وأزرى ببلاط الْوَلِيد احتقارا، حَيْثُ الظُّهُور المثارة بسلاح الْفَلاح تجب عَن مثل أسنمة المهارا، والبطون كَأَنَّهَا لتدميث الغمايم بطُون العذارى، والأدواح الْعَالِيَة تخترق أعلامها الهادية بالجداول الحيارا، فَمَا شيت من جو صقيل، ومعرس للخنس ومقيل، وَمَالك لِلْعَقْلِ وَعقيل، وخمايل كم فِيهَا للبلابل من قَالَ وَقيل، وخفيف يُجَاوب بتثقيل، وسنابل تحكى من فَوق سوقها، وقضب بسوقها الهمزات فَوق الألفات، والعصافير البديعة الصِّفَات فَوق الْقَضِيب المؤتلفات، تميل لهبوب الصِّبَا، والجنوب مَالِيَّة الْجُيُوب، وبطاح لَا تعرف [بدرر الْحُبُوب] عين الْمحل فتطلبه بالدحل، وَلَا يصرف فِي خدمَة بيض قباب الأزهار، عِنْد افْتِتَاح السوسن والبهار، غير العبدان من سودان النَّحْل وبحر الفلاحة، الَّذِي لَا يدْرك ساحله، وَلَا يبلغ الْقبَّة الْبَعِيدَة راحله، إِلَى الْوَادي وَسمر النوادي، وقرار دموع الغوادي، المتجاسر على تخطيه عِنْد تمطيه الجسر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute