عَلَيْهِ من الْإِحْسَان سوابغ بروده، وتوشح بخلاله المرتضاة إِلَى قَضَاء الْقُضَاة، وَهُوَ الْآن قاضى الْجَمَاعَة وإمامها، وقيم الشَّرِيعَة، الَّتِي فِي يَدَيْهِ زمامها، بلغت بِهِ تِلْكَ الْمُتَابَعَة العدلية آمالها، واستأنفت بعد الكبرة جمَالهَا، وَقَالَت هيت لَك، فَلم تَكُ تصلح إِلَّا لَهُ، وَلم يَك يصلح إِلَّا لَهَا، وَأَلْقَتْ لَهُ الخطابة قيادها، فأنسى قسها وأيادها، ووسم بعد الإغفال بسمة الاحتفال جمعهَا وأعيادها. وَأما شعره فيناسب الرضى نسيبه فخره ونسيبه.
وَمن ذَلِك فِي وصف الشريف أبي عبد الله ابْن الْحسن الحسني
كريم الانتماء، مستظل بأغصان الشَّجَرَة الشماء، الممتدة الأفياء، الَّذِي أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء، من رجل سليم الضَّمِير، وَنَفس أصفى من المَاء النمير، وشهامة تثنى عَلَيْهِ الرِّجَال إِذا ضَاقَ المجال، وتقوضت الْآجَال، وَله فِي الشّعْر طبع يشْهد بعروبية أُصُوله، ومضاء نصوله، وَقد أثبت من شعره مَا ينضح فِي البلاغة سَبيله وَيشْهد بِعِتْق الْجواد صهيلة.
وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم ابْن الرئيس أبي زَكَرِيَّا العزفي
فرع تأود من الرياسة فِي دوحة، وَتردد مَا بَين غدوه [فِي الْمجد] وروحه: نَشأ والرياسة العزفية تعله وتنهله، والدهر يسهل أمره الْأَقْصَى ويسهله، حَتَّى اتسقت أَسبَاب سعده وانتهت إِلَيْهِ رياسة سلفه من بعده، وَأَلْقَتْ إِلَيْهِ رِحَالهَا وحطته ومتعته بقربها بعد مَا شحطت وشطت، ثمَّ كلح لَهُ الدَّهْر بعد مَا تَبَسم، وَعَاد زعزعا نسيمه الَّذِي كَانَ تنسم، وعاق هلاله عَن تمه، مَا كَانَ من تغلب ابْن عَمه، وَاسْتقر بِهَذِهِ الْبِلَاد نازح الدَّار، بِحكم الأقدار، وَإِن كَانَ نبيه المكانة والمقدار، وَجَرت عَلَيْهِ جراية وَاسِعَة ورعاية متتابعة. وَله أدب الرَّوْض باكرته
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute