(وكتبت فِي مثل هَذَا الْغَرَض إِلَى أَمِير الْمَدِينَة المقدسة على ساكنها من الله أفضل الصَّلَاة وَأطيب السَّلَام)
يعْتَمد الْمقر الْأَشْرَف الَّذِي طَابَ بِطيبَة نشره، وَجل بإمارتها الشَّرِيفَة أَثَره، وَقدر فِي الْآفَاق شرفه، وَشرف قدره، وَعظم بخدمته ضريح [سيد ولد] آدم فخره، الْأَمِير الشريف الكذا أَبَا فلَان، أبقاه الله منشرحا بجوار رَوْضَة الْجنَّة صَدره، مشرقا بذلك الْأُفق الْأَعْلَى بدره، ذائعا على الألسن المادحة فِي الأقطار النازحة حَمده وشكره، مزريا بشذا الْمسك الأذفر ذكره، تَحِيَّة مُعظم مَا عظم الله من دَار الْهِجْرَة، دَاره ومطلع أبداره، الملتمس بركَة آثاره، المتقرب إِلَى الله بحبه وإيثاره. فلَان، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله الَّذِي فضل البقع [بخصائها الْكَرِيمَة] ومزاياها، كَمَا فضل الأزاهر برياها، وَجعلهَا مثابة رَحْمَة تضرب إِلَيْهَا الْعباد آباط مطاياها. مؤملة من الله غفران زلاتها، وَحط خطاياها، وَخص طيبَة الْمَدِينَة الأمينة بضريح سيد الْمُرْسلين، فأسعد مماتها ومحياها، وَرفع علياها. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، مطلع وُجُوه السَّعَادَة يروق محياها، وموضح أسرار النجَاة ومبين خباياها، الَّذِي تدارك الخليقة بهديه، فكشف بلاياها، ورعى بِسنة الله رعاياها، وَجمع بَين مصَالح دينهَا ودنياها، وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه، وعترته وَحزبه، الَّذين كرمت سجاياها , وعظمت ألطافها الهادية وهداياها، وجاهدت بعده طوائف الْكفَّار تشعشع لَهَا فِي أكواس الشفار مناياها، وتطلع عَلَيْهَا فِي اللَّيْل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute