البهيم، سنا الصَّباح الوسيم من غرر سراياها، وتسد بغمام الأسنة، وعواصف ريَاح الأعنة ثناياها. وَالدُّعَاء لمقر أصالتكم الشَّرِيفَة حياها الله وبياها، كَمَا شرفها بِوِلَادَة الْوَصِيّ الَّذِي قرر وصاياها، وسلالة النَّبِي الَّذِي أعظم الله بهَا مواهب فخره وعطاياها، بالسعادة الَّتِي تبرز أكف الأقدار على مُرُور الْأَعْصَار خباياها، والعز الَّذِي يزاحم فرقد السما وثرياها. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من مواهب الصنع الْجَمِيل أغناها، كَمَا طيب بذكركم أَطْرَاف البسيطة وزواياها، وَجعل فَخر الْجوَار الْكَرِيم فِي عقبكم كلمة بَاقِيَة لَا تخْتَلف قضاياها مَا مَرضت الرِّيَاح مورسات غشاياها، فَجعلت من النواسم مشمومها، وَمن الأزهار النواسم حشاياها. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله [وَنعم الله يحوك حللها الْجِهَاد، وَالسُّيُوف الْحداد، وتلبسها الْبِلَاد والعباد، وملوك الْكفْر ناكصة على الأعقاب. من بعد شدّ الوثاق وَضرب الرّقاب، خزاياها] وبركات الْحرم الْوَجِيه يستظلها الْإِسْلَام ويتفياها، وينقع الغلل برواياها، وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله، فَلَا فضل إِلَّا فَضله، ولمعاهدكم الْكَرِيمَة الارتياح، كلما وَمَضَت البروق وخفقت الرِّيَاح، ولسنى عناياتكم الإلتماح، إِذا اشتجرت الرماح، وَفِي تأميل المثول بهَا تعْمل الأفكار، وَإِن هيض الْجنَاح، وبهداها الاستنارة إِذا جلي للمراشد الصَّباح، وبالاعتمال فِي مرضاة من ضمه مِنْهَا الثرى الفواح، والصفايح الَّتِي تراثها العوامل المجاهدة والصفاح، وَالْجهَاد الصراح، يعظم فِي الصُّدُور الانشراح ويعز المغدا فِي سَبِيل الله والمراح. وَإِلَى هَذَا، أجزل الله مسرتكم بِظُهُور الدّين، واعتلاء صبحه الْمُبين، فإننا نعرفكم أننا فتح الله علينا وعَلى إخْوَانكُمْ الْمُؤمنِينَ بِهَذِهِ الثغور الغريبة الماتة إِلَيْكُم على الآماد الْبَعِيدَة، بالأمم الْعَرَبيَّة، فتوحا حررت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute