شقّ الْجُيُوب طَربا [وعَلى النُّفُوس إربا وَضَربا، وَإِن أشْفق لاعتلال العشية، فِي فرش الرّبيع المواتية] ثمَّ تعداها إِلَى وصف الصبوح، وأجهز على الزق الْمَجْرُوح وَأَشَارَ إِلَى نغمات الْوَرق [يرفلن فِي الْحل الزرق] وَقد اشتعلت فِي غير اللَّيْل نَار الْبَرْق، وطلعت بنود الصَّباح فِي شرفات الشرق، سلب الْحَلِيم وقاره، وَذكر الخليع كأسه وعقاره، وحرك الأشواق بعد سكونها وأخرجها من وَكَونهَا بِلِسَان يتزاحم على مورد الخبال، ويتدفق من حَافَّاته الْأَدَب السيال، وَبَيَان يُقيم أود الْمعَانِي، ويشيد مصانع اللَّفْظ محكمَة المباني، ويكسو حلل الْإِحْسَان جسوم المثالث والمثاني، إِلَى نادرة لمثلهَا يشار، ومحاضرة يجنى بهَا الشهد ويثار، وَقد أثبت من شعره الْمغرب، وَإِن كَانَ لَا يتعاطاه إِلَّا قَلِيل وَلَا يجاوره إِلَّا تعليلا، أبياتا لَا تَخْلُو من مسحة جمال على صفحاتها، وَهبة طيب تنم فِي نفحاتها.
وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب أبي الْأصْبع عَزِيز بن مطرف
طريف السجية، كثير الأريحية، ارتحل من لورقة فتحهَا الله، وَاتخذ المرية دَارا، وَألف بهَا استقرارا إِلَى أَن دَعَاهُ بهَا داعيه، وَقَامَ فِيهَا ناعيه، رَحمَه الله، أنشدنا الْحَكِيم أَبُو عبد الله بن حُبَيْش من شعره، قَالَ أَخَذته عَن مغن ينشده، فَقلت بِهِ الثِّقَة.
وَمن ذَلِك فِي وصف الأديب أبي عبد الله بن فَضِيلَة
شيخ أخلاقه لينَة، وَنَفسه كَمَا قيل فِي نفس الْمُؤمن هينة، ينظم الشّعْر عذبا مساقه، محكما اتساقه، على فاقة، وَحَال مَا لَهَا من إفاقة. أنْشد الْمقَام الْكَرِيم بِظَاهِر بَلَده قصيدة، اسْتغْرب مِنْهَا منزعها، واستعذب من مثله مشرعها.
وَمن ذَلِك فِي وصف أبي الْقَاسِم الورشيدي
من أَئِمَّة أهل الزِّمَام، خليق برعى المتات والذمام، [ذُو خطّ كَمَا تفتح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute