للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن ذَلِك مَا صدر عني فِي هَذَا الْغَرَض مِمَّا خاطبت بِهِ أحد الْفُضَلَاء

الْحَمد لله على نعْمَة الْإِسْلَام، وبنور النُّبُوَّة تجلو عَنَّا غياهب الظلام، ونسعى إِلَى دَار السَّلَام، حفظك الله يَا أَبَا سعيد، وأرشد سعيك وتدارك بالمرمة وهيك، قبل أَن يسمع الْمَوْت نعيك، وقفت على براءتك الطَّوِيلَة الذيل. المطفقة فِي الْكَيْل، مُشْتَمِلَة على تهويل، ومرعى وبيل، وعتاب طَوِيل، وتبجج بِأَلْفَاظ وأقاويل، لم ينجع فيا طب ابْن مقدم، وَلَا علاج ابْن عبد الْجَلِيل. مَا ثمَّ إِلَّا عوايد يشتكي من لُزُومهَا ودخز قلومها، وَبعد يتَضَرَّر من طول مداه، وَوهم يقلق من اشتباك لحْمَته بسداه، مَعَ الِاعْتِرَاف مِنْهُ بالعثور من الشَّيْخ الْوَاصِل، على الْكَنْز الْحَاصِل [ومصاحبة من يطبق بالحسام الناصل شوا كل المفاصل] إِن كَانَ الْفَتْح حَاصِلا فَمَا معنى الشكوى. أَو لم يحصل، فحتى مَتى الْبلوى، وَهَذَا الدّين الَّذِي يلوي، وغريمه مَعَ اللدد يهوى، والهوى مَعَ انصرام الْعُمر فِي هَذَا المهوى. أَيْن الثمرات يَا شجر الْحور، أَيْن الراهبي يَا جاعلي البصلة فِي أست الثور. ثناؤكم على النَّاس تَقْلِيد، وشأنكم فِي الاختبار شَأْن البليد، وعقولكم يترفع عَنْهَا عقل الْوَلِيد. ثمَّ إِن هَذِه العوايد، الَّتِي تشكى ويضحك لَهَا ثمَّ يبكي، ويتلذذ بذكرها حِين تحكى، لم تضايق الْإِيمَان، وَلَا رفعت وَالْحَمْد لله الْأمان. إِنَّمَا هِيَ بزعمكم حب دنيا لَا يُعَارض الْوَعْد، وَلَا يسابق العقد، والعوايد تعالج مَعَ بَقَائِهَا وَعمْرَان نافقاتها، بأدوية شَرْعِيَّة تنير عبوسها: وَتذهب بوسها، وتملس أديمها، وتونس عديمها، صَعب عَلَيْكُم اسْتِعْمَالهَا، وَسَهل لديكم إهمالها. ورمتم الغايات بالترهات، والحقائق بِالشُّبُهَاتِ، وَدَعوى الدَّرَجَات، مَعَ المداجاة، والشريعة لم تذْهب، والمدارس لم تخرب، والكتب لم تحرق، وسيرة النَّبِي وَالسَّلَف الصَّالح لم تختلس وَلم تسرق. أينكم من الْوَسَائِل الشَّرْعِيَّة، والذمم المرعية. أَيْن الصَّدقَات، إِذا حدقت إِلَى الأكف الحدقات، أَيْن زلف اللَّيْل، أَيْن الزَّكَاة

<<  <  ج: ص:  >  >>