للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دهره. سَلام كريم كَمَا سفرت الْفتُوح عَن غررها، ورقمت أنباء النَّصْر على صفحات السيوف وطررها، واستبشرت الأَرْض بوابل مطرها، وظفرت النُّفُوس بأقصى وطرها، يخص مقامكم الْأَعْلَى [ومثابتكم الفضلى] وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

أما بعد حمد الله الَّذِي تمم لكم الصنايع تتميما، وجلي لكم وَجه السَّعَادَة أغر وسيما، وَأثبت لكم فِي صفحات الْفَخر ذكرا شهيرا، ومجدا عَظِيما، وَجعل حد سُيُوفكُمْ الْمَاضِيَة، تستوعب العدا سبرا وتقسيما، فَكلما طلبتم الْأَيَّام بديونها، لم تمطل كَفِيلا بكم غريما، وَكلما دعوتم الآمال، انثالت على مواردكم هيما، وَكلما أضمرتم أمرا بَعيدا، أصبح بباكم مُقيما. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، أزكى الْبَريَّة عنصرا، وَأَشْرَفهَا خيما، نَبِي الرَّحْمَة الَّذِي جلي بِنور الْحق لَيْلًا بهيما، ودعا إِلَى تَوْحِيد الله نفوسا حازت فِي ظلمات الضلال تثليثا وتجسيما، وأعمل الْحَرْب الْعوَان حَتَّى سلكت الْخَلَائق من الطَّاعَة لله وَرَسُوله مسلكا قويما، ووقفت عِنْد أوَامِر الله ونواهيه تحليلا وتحريما. وَالرِّضَا عَن آله الَّذين كَانُوا فِي الظلماء نجوما، وَفِي اللأواء غيوما، وَفِي الْهياج أَََجَلًا محتوما، ففرعوا السَّحَاب جودا، والآساد إقداما، والبدور ضِيَاء، والهضاب حلوما، صلى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم وَسلم تَسْلِيمًا، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالعز الَّذِي لَا يزَال لركابه العلى لزيما، والسعد الَّذِي تغنى عَن الِاخْتِيَار أَسبَابه، وتفتح قبل الطّلب أبوابه، فَلَا يحْتَاج تعديلا وَلَا تقويما، والصنع الَّذِي يروق [أَوْلِيَاء مقامكم] الرفيع خُصُوصا، وَسَائِر الْمُسلمين عُمُوما، وَلَا زَالَ جنابكم المؤمل كهفا، وَالثنَاء عَلَيْهِ رقيما، حَتَّى يصبح الْكفْر بهبوب عزائمكم هشيما، ويستنشق الْإِسْلَام

<<  <  ج: ص:  >  >>