للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السرُور بِهِ الآماد، وَكفى النضال والجلاد، فتح مراكش، الَّذِي هيأته السَّعَادَة، وأخلصته المنحة الْمُعَادَة، ويسرته الْمَشِيئَة السابغة، ويمن الْإِرَادَة، على مَا قررتم من التَّيْسِير، ويمن الْمسير، واجتلا وُجُوه التباشير، وخدمة الْجبَال المتعاصية، وَطَاعَة النُّجُوم القاصية، وإلقاء المنتزين بالناصية. فالأفواج تدخل فِي دين الله، بالجنوح إِلَى الْجَمَاعَة والشهقات الشم تهرع بِالطَّاعَةِ، والمنابر تَنْطَلِق بالأوامر المطاعة، وَأَن من كَانَ بهَا بَادر النجَاة بِجمع قَلِيل، وحد فليل، وأنكم أتبعتم أَثَره بِمن تثقون بغنائه، وتجنون ثَمَر إدنائه، حَتَّى تستأصلون معضل دائه. فقابلنا مَا يسر الله لكم من الْفَتْح الجسيم، والصنع الوسيم، بِمَا يجب من ابتهاج واستبشار وَالسُّرُور الْمشرق الْأَنْوَار، وَسَأَلنَا الله علو الْمِقْدَار، وتمهيد الأقطار، وساهمنا كم فِي المنحة الْكَرِيمَة الْآثَار، والموهبة الَّتِي هِيَ علم فِي الْمَوَاهِب الْكِبَار، وَقُلْنَا عَاد فلك الْجِهَاد إِلَى الْمدَار، وسح هِلَال الْملك المريني بالإبدار، وارتفع عَن الْإِسْلَام مَا طرق صَفوه من الأكدار، وَارْتَفَعت بارتفاع الْمَوَانِع مقررة الْأَعْذَار، وَسَأَلنَا الله أَن يتم على الْإِسْلَام النِّعْمَة، بِجمع كلمتهم الَّتِي فرقها الشَّيْطَان، وَذَهَاب فتقتهم الَّتِي رجعت بهَا الأوطار، وجلت الْقطَّان، وطالما ضَاقَتْ الصُّدُور بِمَا شغل الْأمة عَن مهمها الأكيد، ونهجها السديد، وَنصر دينهَا مَعَ الِاعْتِرَاف بِكَلِمَة التَّوْحِيد، وَعصى الْكفْر قد انشقت، وَكلمَة الْعَذَاب قد حقت، والفتن فيهم مَا رعت وَلَا أبقت. فَلَو اجْتمع عز الْإِسْلَام لعادت الْفتُوح الأول، وَبلغ من رد مَا غصب الْكفْر الأمل، لَا كن هَذِه الفداءات الْمُبَارَكَة تدل على مَا وَرَاءَهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>