بعض فدائه، والمبادرة تسبق أول ندائه، وَلَا كنه أَمر تذعن لَهُ المراكب المختالة والرماح المنثالة، والجنود المجندة، والصفاح المهندة، وَحكم لَا يعْتَرض فَضله، وَلَا يدْفع نصله، وَلَا يتَأَوَّل مُسْنده. ومقامكم الْأَعْلَى، يتلَقَّى أَمر الله بِالتَّسْلِيمِ وَالرِّضَا، ويرضى بِحكمِهِ جلّ جَلَاله فِيمَا قضى، وَيعلم أَن الدُّنْيَا لَيست بدار الْقَرار، وَأَن مَا عِنْد الله خير للأبرار، وَالصَّبْر أَعلَى الذَّخَائِر، وأسنى المفاخر. وَقَالَ الله تَعَالَى، لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة لمن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْم الآخر، فقد سهل مضض فَقده كل خطب من بعده، وسلى كل وَاجِد عَن وجده، وَعَن مثابتكم توخذ السّير الفاضلة وتلتمس، وَمن آثَاركُم وآثار سلفكم تَقْتَضِي المراشد وتقتبس، وأننا لما اتَّصل بِنَا هَذَا الْخَبَر، وجهنا إِلَيْكُم من يَنُوب عَنَّا فِي سنة العزا، من المساهمة بأوفى الأجزا [وَلَوْلَا حكم الضروة لم نقنع بِرُخْصَة هَذَا الإجراء] لاكن الْأُمُور مثلكُمْ من يَتَأَمَّلهَا، والأعذار فَضلكُمْ يقبلهَا، وَالَّذِي عينا لذَلِك هُوَ [قريبنا الريس الْأَجَل الْأَعَز الأود الأخلص الأصفى، أَبُو جَعْفَر ابْن الرئيس الْجَلِيل الْمَاجِد الرفيع الْمُجَاهِد الْأَشْهر الأخطر الأحفل الْأَكْمَل الموقر المرحوم أبي الْحسن بن نصر، وصل الله عزته، ووالى سعادته ورفعته] ومجدكم ينعم بالإصغاء إِلَيْهِ فِيمَا أحلنا فِيهِ من ذَلِك عَلَيْهِ. وَالله سُبْحَانَهُ يقي مجدكم من طرق الحوادت، ويحرس حماه من هجوم الخطوب الكوارث، ويجعله الْوَارِث، ويحفظ من شرب الْغَيْر تِلْكَ الْمَوَارِد، ويضاعف نعمه عنْدكُمْ. وَالسَّلَام الْكَرِيم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute