يزل يُبَاشِرهَا بِنَفسِهِ ويتفقدها، وَيَمْشي واجباتها ويسددها، ويحاول مَا أمكن من مجابيها، ويبذل الْأَعْمَال المشكورة فِيهَا، وَأَنه لما عزم فِيمَا سلف على اللحاق ببابكم، والتوجه إِلَى كريم جنابكم، أَشَرنَا عَلَيْهِ بالْمقَام، لما علمنَا من غنائه، وتحققنا من اكتفائه، وَلكَون مربلة حرسها الله، كَانَ قد توفّي قائدها رَحمَه الله، فَرَأَيْنَا أَن إِقَامَة الْوَالِي الْمَذْكُور فِيهَا، لتسديد نَوَاحِيهَا، وَقبض مَالا يعرفهُ غَيره من مجابيها، من الْأَسْبَاب الَّتِي تعود بمرضاة أَهلهَا، ونكاية أعاديها، وَلما نعلم من أَن هَذَا الْقَصْد يَقع برضى من مثابتكم، حرس الله أكناف معاليها. فَأَقَامَ الذُّكُور جَارِيا مِمَّا عهد مِنْهُ على سنَن، وباذلا من الْخدمَة كل قصد حسن، وَلما وَقع الْعَزْم الْآن على إشخاصه إِلَى مقامكم الْكَرِيم واستقدامه، قَررنَا عنْدكُمْ عذره فِي مقَامه [لِتَكُونُوا على علم من اجْتِهَاده فِي خدمتكم وجده وَمَا بذله من حميد سَعْيه وَحسن قَصده] [وجنابكم لَا تضيع عِنْده وَسِيلَة وَلَا تَلْتَبِس مِنْهَا لَدَيْهِ مخيلة] وبادرنا إِلَى تَعْرِيف مقامكم بذلك وإعلامه، لِتَكُونُوا على يَقِين، وسبيل مُبين. ونظركم فِي ذَلِك أَعلَى، وَبِكُل جميل أولى. وَالله يصل سعادتكم، ويوالي رفعتكم. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخص مقامكم الْأَعْلَى، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَكتب فِي كَذَا.
وكتبت أَيْضا عَنهُ فِي غَرَض الشَّفَاعَة بِمَا نَصه:
الْمقَام الَّذِي مقاصده كلهَا صَالِحَة، ومكارمه وَاضِحَة، ومساعيه إِن شَاءَ الله فِي نصر الْإِسْلَام ناجحة. مقَام مَحل أخينا الَّذِي نجل مقَامه، ونصل بره وإعظامه، وندعو الله عز وَجل، أَن ييسر فِي الظُّهُور على الْعَدو الكفور مرامه. السُّلْطَان الكذا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute