فِيهَا بحول الله وقوته عَاقِبَة الصَّبْر، وجانبكم الْعدة الَّتِي يعول عَلَيْهَا الْإِسْلَام فِي جَمِيع الْأَمر، وتلتمس الْإِعَانَة من تلقائه على مر الدَّهْر، وثناؤنا على معاليكم الحافلة طيب النشر، كريم الْخَبَر وَالْخَبَر، وودنا لكم خَالص السِّرّ والجهر وموجبه إِلَيْكُم، هُوَ أَنه تأدى إِلَيْنَا كتابكُمْ المبرور فِي قَضِيَّة الشَّيْخ أبي الرّبيع سليمن ابْن الشَّيْخ أبي سعيد عُثْمَان بن أبي الْعلي أعزه الله. تذكرُونَ أَن من هُنَا لكم من قومه بسطوا يَد الرَّغْبَة إِلَى مقامكم فِي أَن يجْتَمع شملهم بالمذكور، وتكمل لَهُم بمقامه مَعَهم فِي تِلْكَ الْخدمَة السعيدة أَسبَاب السرُور، فأسعفتم قصدهم فِيمَا رغبوه، وآثرتم إسعافهم فِيمَا من مقامكم الْأَعْلَى طلبوه، وعرضتم علينا تَكْمِيل هَذَا الْغَرَض الْمَطْلُوب وَالْقَصْد المرغوب، وَإِشَارَة مقامكم الْأَعْلَى عندنَا مَقْبُولَة، وأغراضه الفاضلة على كَاهِل الْبر مَحْمُولَة، ومثابرتنا على تَوْفِيَة أغراضكم، جهتكم الْكَرِيمَة مَوْصُولَة [وَقد أذنا إِلَى أبي الرّبيع الْمَذْكُور فِي التَّوَجُّه إِلَيْكُم] والقدوم عَلَيْكُم مثابرة على تَحْصِيل مَا قصدتم، ووقوفا عِنْدَمَا حددتم، وعلما أَن من جنح إِلَى إيالتكم المنصورة، وانتقل إِلَى خدمَة [بَابَكُمْ الَّتِي آثاره مبرورة] فَكَأَنَّهُ مَا برح عَن مَكَانَهُ، وَلَا انْتقل عَن شَأْنه، إِذْ الْأَحْوَال كلهَا وَاحِدَة، والعزايم فِي كلتا الْجِهَتَيْنِ على جِهَاد الْعَدو مساعدة. وَلَو طلب منا الْمَذْكُور اللحاق ببابكم، والانضواء إِلَى جنابكم قبل وُصُول كتابكُمْ المرفع وخطابكم، لم يجد طلبه عندنَا صدا، وَلَا عرفت رغبته ردا، فَكيف بعد أَن اقْتَضَت مخاطبتكم خلاص الْقَضِيَّة، وتوجهت فِيهَا إِشَارَة أخوتكم المرضية، وَمَا نَحن إِلَّا على أتم مَا يجب لمقامكم من [تتميم الْمَقَاصِد] وتكميلها، وإجلال الجوانب وتعجيلها [وصلَة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute