وانقباضه عَن زيد الْخلق وعمره، واستقباله الوجهة الَّتِي من ولى وجهة شطرها، فقد أثر أثيرا، وَمن اتباعها بمتاع الدُّنْيَا، فقد نَالَ [فضل كَبِيرا] وَخيرا كثيرا، وَسَأَلنَا مِنْكُم أَن تبيحوا لَهُ هَذَا الْغَرَض الَّذِي رَمَاه بعزمه، وَقصر عَلَيْهِ أقْصَى همه، فَمَا أخلق مقامكم أَن يفوز مِنْهُ طَالب الدُّنْيَا بسهمه، وَيحصل مِنْهُ طَالب الْآخِرَة على حَظه الْبَاقِي وقسمه، ويتوسل الزَّاهِد بزهده، والعالم بِعِلْمِهِ، ويعول الْبري على فَضله، ويثق المذنب بحلمه. فوصل الْجَواب الْكَرِيم بمجدد الْأمان، وَهُوَ أرب من آرَاب وَفَائِدَة من جراب، وَوجه من وُجُوه إِعْرَاب، فَرَأَيْنَا أَن المطل يعد جَفا، والإعادة لَيْسَ بثقلها خفا، ومجدكم بِمَا ضمنا عَنهُ وفا. وبادرنا إِلَى الْعَزْم عَلَيْهِ فِي ارتحاله، وَأَن يكون الِانْتِقَال من صفة حَاله، وَأَن يَقْتَضِي ثَمَرَة الْمَقْصد، ويبلغ طية الْإِسْعَاف على السَّبِيل الأقصد، إِذْ كَانَ لمثله مِمَّن بجناب الله تعلق [من مثلكُمْ] حَاصِلا. وَالدّين المتين بَين نَفسه وَبَين المخافة فاصلا، وطالب كيميا السَّعَادَة بإعانتكم واصلا. وَلما مدت الْيَد فِي تسويغ حَالَة هديكم عَلَيْهَا أبدا يحرض، وعملكم يُصَرح بمزيتها فَلَا يعرض. فَكَلَّمُوا أبقاكم الله، مَا لَا يسعنا فِيهِ مساحة الْكتاب، وألحقوا بِالْأَصْلِ حَدِيث هَذِه الْإِبَاحَة فَهُوَ أصح حَدِيث فِي الْبَاب، ووفوا غَرَضه عَن مجدكم [وَجَمِيل عهدكم] وخلوا بَينه وَبَين مُرَاده من ترك الْأَسْبَاب، [وَقصد غَافِر الذَّنب وقابل التوب بإخلاص المتاب] والتشمير ليَوْم الْعرض وموقف الْحساب، وأظهروا عَلَيْهِ عناية الجناب، الَّذِي تعلق بِهِ، أعلق الله يديكم بِهِ من جناب. ومعاذ الله أَن تعود شفاعتنا من لدنكم غير مكملة الْآرَاب. وَقد بعثنَا من يَنُوب عَنَّا فِي مشافهتكم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute