للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْكُم أَن تسمحوا لَهُ فِيمَا ذهب إِلَيْهِ وتقروه عَلَيْهِ، ليعجل البدار ويمهد تَحت إيالتكم الْقَرار. فَلَمَّا بلغنَا هَذَا الْخَبَر، لم يخلق الله عندنَا بِهِ مبالات تعْتَبر، وَلَا أعددناه فِيمَا يذكر، فَكيف فِيمَا يُنكر، وقطعنا أَن الْأَمر فِيهِ هَين، وَأَن ذَلِك الْغَرَض لَا تلْتَفت إِلَيْهِ عين، فَإِن بَابَكُمْ غَنِي عَن طَبَقَات أولي الْكَمَال، مَلِيء بتوسيع الآمال، موفور الرِّجَال، ومعمور بالفقهاء العارفين بِأَحْكَام الْحَرَام والحلال، والصلحاء أولي المقامات وَالْأَحْوَال، والأدباء فرسَان الروية والارتجال، وَلَا ينْفد بفقدان الْحَصَاة أعداد الرمال، وَلَا يستكثر بالقطرة جَيش الْعَارِض المنثال، مَعَ مَا علم من إعانتكم على مثل هَذِه الْأَعْمَال، واستمساككم بإسعاف من صرف وَجهه إِلَى ذِي الْجلَال. وَلَو علمنَا أَن شَيْئا يهجس فِي الخواطر من أَمر مقَامه، لقابلناه بعلاج سقامه. ثمَّ لم ينشب أَن تلاحق بحضرتنا، بارزا فِي طور التقلل وَالتَّخْفِيف، خالط نَفسه باللفيف، مذ صَار نكرَة بعد العلمية والتعريف، وَسكن بعض مَوَاضِع الْمدرسَة، منقبضا عَن النَّاس، لَا يظْهر إِلَّا لصَلَاة يشْهد جماعتها، ودعوة لِلْعِبَادَةِ يجب إضاعتها. ثمَّ تلاحق إرسالكم الجلة الَّذين تحن لمثلهم التجلة، فَحَضَرُوا لدينا، وأدوا المخاطبة [الْكَرِيمَة] لما ذكر إِلَيْنَا، وتكلمنا مَعَهم فِي الْقَضِيَّة، وتنخلنا فِي الْوُجُوه المرضية، فَلم نجد وَجها أخْلص فِي هَذَا الْغَرَض، وَلَا علاجا يتكفل ببرء الْمَرَض، من أَن كلفناهم الْإِقَامَة الَّتِي نتبرك بجوارها، ونعمل على إيثارها، بخلال مَا نخاطب مقامكم بِهَذَا الْكتاب، الَّذِي بضمنه شَفَاعَة يضمن حياؤكم إحسانها، ويرعى انتماها إِلَى الْخَلَاص وانتسابها، ويفيد مَا قد أعلمت الحظوة أثوابها، ونقصدكم ومثلكم من يقْصد فِي المهمة فَأنْتم الْمثل الذائع فِي عُمُوم الْحلم، وعلو الهمة، بِأَن تصدروا لَهُ مَكْتُوبًا مكمل الْفُصُول، مُقَرر

<<  <  ج: ص:  >  >>