للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثَنَاؤُهُ على أساس الْأَصَالَة مرصوص. الْأَمِير عبد الله يُوسُف بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد بن نصر. سَلام كريم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

أما بعد حمد الله الَّذِي جعل الشُّكْر مفترضا، وَألف بَين [قُلُوب الْمُؤمنِينَ] بعواطف فَضله المرهوب، فَلم يبْق فِيهَا مَرضا. وخلص جَوَاهِر الِاعْتِقَاد من شبه الانتقاد فَلم يتْرك عوضا، وسدد الْأَعْمَال الودية والأقوال الاعتقادية إِلَى مرامي التَّوْفِيق فأصابت سهامها غَرضا. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الَّذِي سل من الْحق حساما منتضا، وَندب إِلَى التمَاس الْخلال الَّتِي تحمد، والأخلاق الَّتِي ترتضى، وَبَين من المآخذ والمتارك مَا كَانَ مُسلما أَو مفترضا. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، الَّذين اقتضوا من آدابه الْكَرِيمَة أَسْنَى مُقْتَضى. وَبَاعُوا نُفُوسهم النفيسة من الله فِي نصر دينه، ففازوا بدار الْخلد عوضا، والعزم الَّذِي يحرض النُّفُوس على جِهَاد عَدو الدّين حَتَّى يعود حرضا. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم كتب الله لكم من الْعِزّ أفسحه جنابا، وَمن السعد أسبغه أثوابا، وملأ صَحَائِف صفاحكم الْمَاضِيَة فخرا وثوابا، وَجعل الصنع الإلآهي لندا دعوتكم جَوَابا، وأسعد الْإِسْلَام بأيالتكم الَّتِي استأنفت شباب. ووصلت بِأَسْبَاب التَّمْهِيد أسبابا. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وللتشيع فِي سلطانكم الْعلي سَبِيل لَا يلتبس، والاعتقاد فِي رفيع جلالكم نور يقتبس مِنْهُ المقتبس. وَإِلَى هَذَا أيد الله أَمركُم، وَرفع قدركم، فقد تقرر جبلة مطبوعة، وَسنة متبوعة، أَن المهاداة تغرس الْمحبَّة وتثبتها، [وتصرح الأضغان وتوزعها] ، وتسل السخائم وتنزعها،

<<  <  ج: ص:  >  >>