للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخر هَذَا الِانْقِطَاع إِلَى الله فِي قبيلكم وبنيكم، وتختتموا الْعُمر الطّيب بِالْجِهَادِ الَّذِي يحليكم، وَمن الله يدنيكم، فنبيكم الْعَرَبِيّ صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه، نَبِي الْمَلَاحِم، ومعمل الصوارم، وبجهاد الفرنج ختم عمل جهاده، والأعمال بالخواتم. هَذَا على بعد بِلَادهمْ من بِلَاده، وَأَنْتُم أَحَق النَّاس باقتفاء جهاده، والاستباق إِلَى آماده. هَذَا مَا عندنَا حثثاكم عَلَيْهِ، وندبناكم إِلَيْهِ، وَأَنْتُم فِي إِيثَار هَذَا الْجوَار، ومقارضة مَا عندنَا بقدومكم على بِلَادنَا من الاستبشار، بِحَسب مَا يخلق عنْدكُمْ، من بِيَدِهِ مقادة الاختبار، وتصريف اللَّيْل وَالنَّهَار، وتقليب الْقُلُوب، وإجالة الأفكار. وَإِذا تَعَارَضَت الحظوظ، فَمَا عِنْد الله خير للأبرار، وَالدَّار الْآخِرَة دَار الْقَرار، وَخير الْأَعْمَال عمل أوصل إِلَى الْجنَّة، وباعد من النَّار. ولتعلموا أَن أهل الْكَشْف والاطلاع بِهَذِهِ الأرجاء والأصقاع، قد اتّفقت أَخْبَارهَا، واتحدت أسرارها على الْبشَارَة بِفَتْح قرب أَوَانه، وأظل زَمَانه، فنرجو الله أَن تَكُونُوا مِمَّن يحضر مدعاه، وَيكرم فِيهِ مسعاه، ويسلف فِيهِ بِالْعَمَلِ الَّذِي يشكره الله ويرعاه. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم وَرَحْمَة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>