للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكليلة، ويعرفون عَن الْأَحْوَال الذليلة، وضرورتهم غير خافية، وَمَا أَنْتُم أولى مِنْهُم بالعافية، والمجانين تكْثر مِنْهُم الوقائع، ويعيثون بالإناث مِنْهُم العهر الذايع، عَار تحظره الشَّرَائِع، وَفِي مثلهَا تسد الذرايع، وَقد فضلتهم أهل مصر وبغداد بالرباط الدايم وَالْجهَاد، فَلَا أقل من الْمُسَاوَاة فِي معنى، والمنافسة فِي مبْنى، يذهب عَنْكُم لوم الْجوَار، ويزيل عَن وُجُوهكُم سمات الْعَار، وَيدل على همتكم، وَفضل شيمتكم أهل الأقطار. وَكم نَفَقَة هَانَتْ على الرجل فِي غير مَشْرُوع، وحرص اعتراه على مَمْنُوع، فاشرعوا النّظر فِي هَذَا المهم خير شُرُوع، فلولا اهتمامنا بمرتزقة ديوانكم، وإعدادنا مَال الْجِهَاد للمجاهدين إخْوَانكُمْ، لسبقناكم إِلَى هَذِه الزلفة، وقمنا فِي هَذَا الْعَمَل الصَّالح بتحمل الكلفة. وَمَعَ ذَلِك فَإِذا أخذناكم إِلَى الْجنَّة ببنائه، وأسهمناكم فِي فَرِيضَة أجره وثنائه، فَنحْن إِن شَاءَ الله نحبس لَهُ الْأَوْقَاف الَّتِي تجْرِي لمرفقه، وتتصل عَلَيْهِ بهَا الصَّدَقَة، تأصيلا لفخركم، وإطابة فِي الْبِلَاد لذكركم. فليشاور أحدكُم همته وَدينه، ويستخدم يسَاره فِي طَاعَة الله وَيَمِينه، ونسل الله أَن يوفق كلا لهَذَا الْقَصْد الْكَرِيم ويعينه. وَمن وَرَاء هَذِه النصائح، عزم يتهيأ إِلَى غايتها، وَيجْبر الكافة على اتِّبَاع رأيها ورايتها. فاعملوا الأفكار فِيمَا تضمنته من الْفُصُول، وتلقوا دَاعِي الله فِيهَا بِالْقبُولِ، وَالدُّنْيَا مزرعة الْآخِرَة، وَكم مُعْتَبر للنفوس الساخرة بالعظام الناخرة. " يَا أَيهَا النَّاس إِن وعد الله حق فَلَا تغرنكم الْحَيَاة الدُّنْيَا، وَلَا يَغُرنكُمْ بِاللَّه الْغرُور ". وَأَنْتُم الْيَوْم أَحَق النَّاس بِقبُول المواعظ نفوسا زكية، وفهوما لَا قَاصِرَة وَلَا بكية، ووطن جِهَاد، ومستسقى غمايم رَحْمَة من الله وعهاد، وبقايا الأول الَّذين فتحُوا هَذَا الوطن، وألقوا فِيهِ العطن، فَإلَى أَيْن يذهب حسن الظَّن بأديانكم، وَصِحَّة إيمَانكُمْ، وتساوى إسراركم فِي طَاعَة الله وإعلانكم. اللَّهُمَّ إِنَّا قد خرجنَا لَك فيهم عَن الْعهْدَة المتحملة، وأبلغناهم نصيحتك المكملة، ووعدناهم مَعَ الِامْتِثَال رحمتك

<<  <  ج: ص:  >  >>