للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَائِم فِيكُم، وألسنة الْآيَات تناديكم، لم تمح سطورها، وَلَا احتجب نورها، وَأَنْتُم بقايا من فتحهَا عَن عدد قَلِيل، وظفر فِيهَا كل خطب جليل، فوَاللَّه لَو تمحض الْإِيمَان ورضى الرَّحْمَن، مَا ظهر التَّثْلِيث فِي هَذِه الجزيرة على التَّوْحِيد، وَلَا عدم الْإِسْلَام فِيهَا عَادَة التأييد. لَكِن شَمل الدَّاء وصم النداء، وعميت الْأَبْصَار، فَكيف الاهتداء وَالْبَاب مَفْتُوح، وَالْفضل ممنوح. فتعالوا نَسْتَغْفِر الله جَمِيعًا، فَهُوَ الغفور الرَّحِيم، ونستقيل مقيل العثار، فَهُوَ الرؤوف الْحَلِيم، ونصرف الْوُجُوه إِلَى الِاعْتِرَاف بِمَا قدمت أَيْدِينَا، فقبول المعاذير من شَأْن الْكَرِيم. سدت الْأَبْوَاب، وضعفت الْأَسْبَاب، وانقطعت الآمال إِلَّا مِنْك يَا فتاح يَا وهاب: " يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن تنصرُوا الله ينصركم، وَيثبت أقدامكم. يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا قَاتلُوا الَّذين يلونكم من الْكفَّار، وليجدوا فِيكُم غلظة، وَاعْلَمُوا أَن الله مَعَ الْمُتَّقِينَ، وَلَا تهنوا وَلَا تحزنوا، وَأَنْتُم الأعلون، إِن كُنْتُم مُؤمنين. يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا وَاتَّقوا الله لَعَلَّكُمْ تفلحون ". أعدُّوا الْخَيل وارتبطوها، وروضوا النُّفُوس على الشَّهَادَة وغبطوها، فَمن خَافَ الْمَوْت، رضى بالدنية، وَلَا بُد على كل حَال من الْمنية، والحياة مَعَ الذل لَيست من شيم النُّفُوس السّنيَّة. واقتنوا السِّلَاح وَالْعدة، وتعرفوا إِلَى الله فِي الرخَاء يعرفكم فِي الشدَّة، واستشعروا الْقُوَّة بِاللَّه على أَعدَاء الله وأعدائكم، واستميتوا من دون أَبْنَائِكُم، فكونوا كالبنيان المرصوص، لحملات هَذَا الْعَدو النَّازِل بفنائكم، وحوطوا بالتعويل على الله وحدة بِلَادكُمْ، واشتروا من الله جلّ جَلَاله أَوْلَادكُم. ذكرُوا أَن امْرَأَة احْتمل السَّبع وَلَدهَا، وَشَكتْ لبَعض الصَّالِحين، فَأَشَارَ عَلَيْهَا بِالصَّدَقَةِ، فتصدقت برغيف، وَأطلق السَّبع وَلَدهَا، وَسمعت النداء يَا هَذِه لقْمَة بلقمة،، وَإِنَّا لما استودعناه لحافظون. واهجروا الشَّهَوَات، واستدركوا الْبَقِيَّة من الْفَوات، وافضلوا لمساكنكم من الأقوات، واخشعوا لما أنزل

<<  <  ج: ص:  >  >>