من الْآفَاق، مُطيعًا مِنْهُم للطباق، متغمدا للهفوات بِحسن الْأَخْلَاق، مستجيدا للأسلحة والكراع، مبادرا هيآت الصَّرِيخ بالإسراع، مستدعيا للمشورة الَّتِي يَقع الحكم فِيهَا على حُصُول الْإِجْمَاع، رَفِيقًا بِمن ضعف عَن طول الباع، محتاطا على الْإِسْلَام فِي مَوَاقِف الدفاع [مقدما عِنْد اتجاه الأطماع صَابِرًا فِي المضايق على الفراع] مُتَقَدما للأبطال بالاصطناع. مُقَابلا نصائح أولى الْخِبْرَة بالاستماع، مُسْتَعْملا فِي الحروب من وُجُوه الخداع، حَتَّى يكون عمله وفْق شهرته الْبَعِيدَة المطار، وَسيرَته فِيمَا أسْند إِلَيْهِ مثلا فِي الأقطار، واستقامة التَّدْبِير على يَدَيْهِ، ذَرِيعَة إِلَى إرغام أنوف الْكفَّار، بِقُوَّة الله وَحَوله، وعزته وَطوله، وعَلى الْغُزَاة بالحضرة الْعلية، وَسَائِر الْبِلَاد النصرية من بني مرين، وَسَائِر قبائل الْمُجَاهدين، أَن يعرفوا قدره، ويمتثلوا فِي مرضاتنا أمره، ويكونوا مَعَه يدا وروحا وجسدا، وسعيا وعضدا، فبذلك يشملهم من الله، وَمن مقامنا، الرِّضَا وَالْقَبُول، والعز الْمَوْصُول، ويمضى فِي عَدو الله النصول، ويتأتى على خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الْحُصُول إِن شَاءَ الله. وَمن وقف عَلَيْهِ، فَيعرف مَا لَدَيْهِ. وَكتب فِي كَذَا.
وَاقْتضى نظر السُّلْطَان أعزه الله أَن قدم وَلَده على الْجَمَاعَة الْكُبْرَى من جَيش الْغُزَاة بِحَضْرَتِهِ الْعلية عِنْد قَبضه على يحيى بن عمر. فَكتبت فِي ذَلِك ظهيرا كَرِيمًا نَصه: