للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النافقة، مونسا لغربائهم، مستجلبا أَحْوَال أَهْليهمْ وغربائهم، مُمَيّزا بَين أغفالهم ونبهائهم، وعَلى جَمَاعَتهمْ رعى الله جهادهم، ووفر أعدادهم، أَن يطيعوه فِي طَاعَة الله وَطَاعَة أَبِيه، ويكونوا يدا وَاحِدَة على دفاع أعادي الله وأعاديه، ويشدوا فِي مواقفه الْكَرِيمَة أزره، ويمتثلوا نَهْيه وَأمره، حَتَّى يعظم الِانْتِفَاع، ويثمر الدفاع ويخلص المصال لله والمصاع، فَلَو وجد، أيده الله، غَايَة فِي تشريفهم لبلغها، أَو موهبة لسوغها، لَكِن مَا بعد وَلَده الْعَزِيز عَلَيْهِ مَذْهَب، وَلَا وَرَاء مباشرتهم بِنَفسِهِ مرغب. وَالله منجح الْأَعْمَال، ومبلغ الأمال، وَالْكَفِيل بسعادة الْمَآل. فَمن وقف على هَذَا الظهير الْكَرِيم، فَليعلم مِقْدَار مَا تضمنه من أَمر مُطَاع، وفخر مُسْند إِلَى إِجْمَاع، وَوُجُوب اتِّبَاع. وَليكن خير مرعى لخير رَاع بحول الله. وأقطعه، أيده الله، ليَكُون بعض الْموَاد لازواد سَفَره، ومحاط سَفَره، من جملَة مَا أولاه من نعمه، وسوغه من موارد كرمه، جَمِيع الْقرْيَة المنسوبة إِلَى عرب غَسَّان، وَهِي الْمحلة الأثيرة والمنزلة الشهيرة، تَنْطَلِق عَلَيْهَا أَيدي خُدَّامه وَرِجَاله، جَارِيَة مجْرى صَحِيح مَاله، محررة من كل وظيف لاستغلاله إِن شَاءَ الله، فَهُوَ الْمُسْتَعَان سُبْحَانَهُ. وَكتب فِي كَذَا.

وَفِي ظهير أَخِيه لتقديمه على الكتيبة الثَّانِيَة من جَيش الْغُزَاة

هَذَا ظهير كريم جعل الله لَهُ الْمَلَائِكَة ظهيرا، وَعقد مِنْهُ فِي سَبِيل الله، لِوَاء مَنْصُور، وَأعْطى الْمُعْتَمد بِهِ بِالْيَمِينِ كتابا منشورا، وَمَا كَانَ عَطاء رَبك محذورا، وأطلع صبح الْعِنَايَة المبصرة الْآيَة، يبهر سفورا، ويسطع نورا، واقر عيُونا للْمُسلمين، وَشرح صدورا، ووعد الْأَهِلّة أَن تصير بإمداد شمس الْهدى إِيَّاهَا بدورا، وَبشر الْإِسْلَام بالنصر المنتظر، وَالْفَتْح الرَّائِق الْغرَر مواسطا وثغورا، وأتبع حماة الدّين لِوَاء الْإِمَارَة السعيدة النصرية، فأسعد بِهِ آمرا، وَأكْرم بِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>