الصحب، وَالْمحل الرحب. بِحَيْثُ يفعم الوطب، ويدرأ الْخطب، وترفع للطارق نَار الْقرى مادتها المندل الرطب. نَسْتَغْفِر الله من الاسترابة بالود اللّبَاب، ونتوب فِي الِاعْتِذَار عَن الأحباب، وَلَو علمُوا بارتفاع النقية، والمطالبة بالبقية، لما حجبوا بروقهم، وَلَا أغفلوا مشوقهم، وَلَا منعُوا عَنهُ صبوحهم وَلَا غبوقهم.
(وَعَسَى الَّذِي قدر البعاد يُزِيلهُ ... وَعَسَى الَّذِي كتب الْفِرَاق يجمع)
وَلما وقفت على استدعاء صاحبنا أبي الْقَاسِم، وصل الله حفظه، وأجزل من نعمه حَظه، آثرت اعتزامه، واقتضيت بالعهد الْتِزَامه، وكافحت جَيش اعتذاره، حَتَّى رَأَيْت انهزامه، فِي أَن أشاهد ذَلِك الْجمع الْمُبَارك بعيني، وأكون غَرِيم الدَّهْر فِي اقْتِضَاء ديني، وحركت لَهُ الشوق يذهب مَعَه الوسن، ويخلع فِي طَاعَته الرسن وَكنت فِي طَاعَته كَمَا قَالَ الْحسن:
(أَيهَا الرابحان باللوم لوما ... لَا أَذُوق المدام إِلَّا شميما)
(جلّ حظي مِنْهَا إِذا هِيَ دارت ... أَن أَرَاهَا وَأَن أَشمّ النسيما)
(نالني بالملام فِيهَا إِمَام ... لَا أرى لي خِلَافه مُسْتَقِيمًا)
(فَكَأَنِّي وَمَا أزين مِنْهَا ... تعدى يزين التحكيما)
(كل عَن حمله السِّلَاح إِلَى الْحَرْب ... فأفضى المطين أَن لَا يُقِيمَا)
وَالله يسر براحة الشَّيْخ النُّفُوس، وَيذْهب البوس، ويضفي من الْوِقَايَة اللبوس، وَالسَّلَام الْكَرِيم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
وَمن ذَلِك مَا خاطبت بِهِ الْحسن بن يحيى فِيمَا يظْهر من الرسَالَة
(وسائلة عَن الْحسن بن يحيى ... وَقد جرحت مآقيها الدُّمُوع)
(تَقول ترحل المفضال عَنَّا ... وَضعنَا بعده فَمَتَى الرُّجُوع)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute