للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن ذَلِك، وَقد صدرت بَين فاضلين من الْأَصْحَاب مُكَاتبَة مفتتحة بِأَبْيَات، وصرفا إِلَى التَّحْكِيم، وَجعلا لنظري التَّفْضِيل، فَكتبت:

(بَارك عَلَيْهَا بِذكر الله من قصَص ... وَاذْكُر بهَا مَا أُتِي فِي سُورَة الْقَصَص)

(حَيْثُ اغتدى بِسحر يلهو بالعقول وَقد ... أجال بَين حبال كبده وعص)

(عقائل الْعقل وَالسحر الْحَلَال ثوت ... من كافل الصون بعد الْكَوْن حجروص)

(وَأَقْبَلت تتهادى كالبدور إِذا ... سجن من فلك التدوير فِي حصص)

(من للبدور وربات الْخُدُور بهَا ... الْمثل غير مُطِيع والمثال عص)

(مَا قرصة الشَّمْس وَالشَّمْس المنيرة إِن ... قيست بِهن سوى من جملَة الفرص)

(تالله مَا حكمهَا يَوْمًا بمنتقض ... كلا وَلَا بدورها يَوْمًا بمنتقص)

(إِن قَالَ حكمى فِيهَا بالسواء فقد ... أمنت مَا يحذر القَاضِي من الْغصَص)

(أَو كنت أرخصت فِي التَّرْجِيح مُجْتَهدا ... لم يقبل الْوَرع الْفتيا من الرُّخص)

يَا مُدْلِج ليل التَّرْجِيح قف، فقد جفيت الْكَوَاكِب، وَيَا قافي طرق التحسين والتقبيح، تَسَاوَت وَالْحَمْد لله، المناكب، وَيَا مستوكف خبر الوقيعة، من وَرَاء قتام القيعة، تصالحت المواكب. حصحص الْحق فارتفع اللجاج، وتعارضت الْأَدِلَّة فَسقط اللجاج، وَطَاف [نحل الأقلام بأزهار الأحلام، فطاب المجاج] وَقل لفرعون الْبَيَان وَإِن تأله، وبلد الْعُقُول وبله، وَدلّ بالغرور

<<  <  ج: ص:  >  >>