للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السبوت، يرى الْحِكْمَة خبيئة جيبه، ويشتغل بعيوب النَّاس عَن عَيبه، قلت: قَالَ أُلُوف ودود، أنوف عَن الْخبث والمكيدة صدود، مَحْسُوب من الأسرياء مَعْدُود كثير [الشنشنة] والأريحية، مبذول الْمُشَاركَة شَائِع التَّحِيَّة، بَادِي النبل والطرب، ينظم الأبيات، ويوضح من الْفضل الْغرَر والشيات.

(عَلَيْك بكاتب لبق ذكي ... أديب فِي شمائله حرارة)

(تُشِير لَهُ بلحظك من بعيد ... فيفهم طرفه عَنْك الْإِشَارَة)

قلت، فالوالي ابْن الربيب، فَشد خيشومه، واستدفع بيمن الله شومة، ثمَّ قَالَ الرَّوْض وَالْأنف، تحْتَاج إِلَى الكنف. إعلم أَنِّي على طول تجريبي، وتشريقي وتغريبي، لم أعثر لَهُ على شَبيه، فلعنة الله عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه، الْجَهْل والرعونة، والطلعة الملعونة، والحيا المسلوب، وَالصَّبْر الْمَهْزُوم عِنْد الشَّهَوَات المغلوب، والخيانة الَّتِي يعرفهَا الْوُجُود، وَالْيَد الَّتِي فِي غير الْخَنَا لَا تجود، نَار الجباية، الَّتِي تَأْكُل فِي اللحظة الْوَاحِدَة جبالها، وخنجر الْأَمَانَة الَّتِي يقد جبالها المارق على النكال وَالْعِقَاب، المخل بِالْأَلْقَابِ، الخامل الْبَيْت والهمة، الْكثير الذَّم، الْقَلِيل الذِّمَّة، وَالله در أبي مُحَمَّد العلكوم، ذِي الْعَارِض المركوم، حَيْثُ يَقُول:

(لأبي الْفضل ابْن الربيب خِصَال ... شهِدت بالوفا وَالْفضل فِيهِ)

(سَاقِط الأَصْل عاهر الْفرج مذ ... كَانَ سَفِيه قد بذ سَفِيه)

(ذِي محيا من الْحيَاء عديم ... وَقفا مختل وشكل كريه)

(سلحفاة قد عَمت وأجران ... فِي رِدَاء موشع يلويه)

(مُجمل السرج مِنْهُ ذُو رجيع ... يعرف النَّاس ذوقه من فِيهِ)

(حجر الله جوده وندا كفيه ... إِلَّا عَن أسود يشفيه)

(فَهُوَ لَا يستكفه من بلَاء ... ومجابي الْبِلَاد لَا تكفيه)

<<  <  ج: ص:  >  >>