والأحاديث الدالة على أهمية النيّة في العمل، وقيامها - عند العذر - مقام العمل كثيرة وما تقدم فيه كفاية إن شاء الله.
العمل بالقاعدة:
لا خلاف بين العلماء في اعتبار هذه القاعدة والعمل بها - من حيث الجملة - إذ إنها أصل من أصول الشرع، وقائمة على أدلة صحيحة ثابتة، وقد نقل عدد من العلماء الإجماع على مشروعية النيّة في مواضع كثيرة١.
ولا يقدح في هذا الاتفاق كون العلماء قد اختلفوا في كون النية ركنا في العبادة، أو شرطا لها، ولا كونهم قد استثنوا بعض المواضع التي لا تحتاج إلى نية.
فقد استثنى العلماء من حكم هذه القاعدة:
١) العبادات التي تتميز بنفسها عن العادات؛ وذلك لأن من
١ انظر: على سبيل المثال الإجماع لابن المنذر ص٨-١٥، وطرح التثريب ٢/١١، وبداية المجتهد ١/٦، وانظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ص٩-١١، والأشباه والنظائر لابن نجيم ص١٩، وكتاب النية وأثرها في الأحكام الشرعية ١/١٦٩-١٧٥.