للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال: "إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك. فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها"١.

ووجه الاستدلال منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم صرح بأنه يبني حكمه القضائي على ظاهر ما يقوم من حجة وإن كانت قد تكون مخالفة لواقع الأمر٢.

ومما يشير إلى أن المطلوب أصلا هو اليقين قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إنما أنا بشر"؛ لأنه قد علل حكمه بالظاهر وإن لم يطابق واقع الأمر بكونه بشرا أي لا يعلم الغيب فدل على أنه لم يمنعه من العمل باليقين الذي هو الأصل هنا إلا عدم قدرته على ذلك لصفته البشرية صلى الله عليه وسلم.


١ متفق عليه من حديث أم سلمة رضي الله عنها، وهذا لفظ البخاري. صحيح البخاري مع الفتح ١٣/١٨٤ (الأحكام/من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه ... ) ، وصحيح مسلم مع النووي ١٢/٤-٥ (الأقضية/بيان أن حكم الحاكم لا يغير الباطن) .
٢ انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/٤-٦، وفتح الباري ١٣/١٨٦-١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>