حياتهم: إن أحداث قصة بدر في سورة الأنفال، وأحد من آل عمران والخندق في الأحزاب، والإفك في النور، والحديبية في الفتح، وحنين في التوبة ... معالم بارزة في حياة الدعاة إلى الله لأخذ العظات والعبر إلى يوم القيامة.
٢- القصص القرآني يهمل عن قصد في حالات كثيرة؛ الناحية الزمنية، والمكانية، وأحيانًا أسماء الأشخاص -أبطال القصة.
كما نجد ذلك في قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة ذي القرنين وذلك لأن الهدف الهام من سوق القصة أخذ العبرة والعظة وترسيخ الفكرة المعينة من خلال أحداث القصة، فينبغي أن يركز الفكر وتثار المشاعر وتوجه العواطف حول الغرض منها.
وصرف الاهتمامات إلى أي عنصر آخر في القصة تبديد للطاقات العقلية والملكات النفسية وصرفها عن التفاعل مع الغرض الأساسي الذي سيقت القصة من أجله.
٣- القصص القرآني كلها حقائق وقعت أحداثها؛ ولئن عجز الجهد البشري عن إدراك تفصيلات هذه الوقائع، وتحديد زمانها ومكانها أو أشخاصها بوسائله القاصرة من كتابات وآثار ... فليس ذلك حجة لمن يزعم أنها قصص تمثيلي أو تخييلي.
وسواء ذكرت هذه القصص في كتب أهل الكتاب أو لم ترد، فلا تأثير لكل ذلك على الحقائق والأحداث التي ذكرها القرآن الكريم.
فلو عجز علم الآثار عن تحديد موقع الكهف أو المناطق التي تغلب عليها ذو القرنين وأخضعها لحكم الله أو عجز عن التعرف على مكان إيقاد النار على إبراهيم عليه السلام، فلا يؤثر ذلك على الحقيقة شيئًا.
وقد جعل القرآن الكريم سرد هذه القصص دليلًا على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود: ٤٩] .