للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: ١١١] .

كما جعله وسيلة لتثبيت قلب رسوله ومن ورائه الدعاة إلى الله خلال العصور {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: ١٢٠] .

٤- يهدف القرآن الكريم أن يقدم للفئة المؤمنة -من خلال قصصه- تجارب البشرية وخبرتها من خلال عرض هذه النماذج المختلفة من السمو الفكري والروحي والصفات الخلقية النبيلة.

والتعرف على سنن الله في الدعوات والحضارات والابتلاء والمحن والاعتبار بمصير النماذج المنحطة المسفة.

إن قصة فرعون وقارون والسامري تعطي صورًا منفرة من طريقة تفكيرهم وأسلوب تعاملهم مع غيرهم، وموقف الكفر والجحود الذي وقفوه من خالفهم ورازقهم، ثم المصير التعيس البئيس الذي صاروا إليه.

أما قصة إبراهيم وإسماعيل وموسى وأصحاب الكهف وذي القرنين فكلها قصص مشرفة تزكي في النفوس الرغبة في الخير، والتضحية من أجل المثل العليا، والخشوع والتضرع لخالق السماوات والأرض.

إن القصص القرآني عرض بأساليب معينة ووزع على السور توزيعًا خاصًا بين إيجاز وإطناب، وكل منها منسجم مع أهداف السورة الأساسية ولا ينفصل أسلوب القصة عن أجواء السورة وأغراضها، ومن هنا كانت الحكمة في عدم تكرار القضية الواحدة في السورة الواحدة.

لذا ينبغي دراسة القصة حسب أسلوب العرض في السورة، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا في القسم المنهجي من التفسير الموضوعي.

<<  <   >  >>