للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهناك وسائل لا ينبغي أن تأخذ دور الغابات

وهنالك أشياء جعلت زينة لغيرها فلا تأخذ مكانة القيم والحقائق وهنالك وهنالك.

فعلى الناس جميعًا أن يتصرفوا في ضوء الهدايات الربانية، ويتعاملوا مع الموجودات في الكون.

ومن هذه المبادئ الأساسية {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إنها زينة وليست قيمة، وإنها وسائل لا غايات.

أما الباقيات الصالحات١ فإنها قيمة وغاية وحقائق فهي التي توزن بها الرجال والأعمال، وبها تدرك الغايات والثوابت ومن منطلقاتها تصدر الأحكام.

وهي الباقية بعد انتهاء هذه الحياة الدنيا وزوالها، وهي الذخر والكنز الذي يبقى مع صاحبه إلى دار القرار.

ورد في الحديث: " يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع الأهل والمال، ويبقى العمل معه" ٢.

فيما فوز من ثقلت موازينه بالباقيات الصالحات.


١ تعددت أقوال المفسرين في تفسير الباقيات الصالحات: فمنهم من قال ذكر الله سبحانه وتعالى، استنادًا إلى الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استكثروا من الباقيات الصالحات"، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: "التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله". وقيل: هي الصلوات الخمس وقال بعضهم: إنها العبادات والطاعات عمومًا. ولعل التعميم أولى، والذكر من الباقيات الصالحات.
٢ رواه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد: ٨/ ٢١١.

<<  <   >  >>