للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢- ففي نهاية سورة التوبة وهي سورة مدنية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} .

وبعدها سورة يونس وهي سورة مكية بدئت بقوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ، أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} . فالحديث عن الرسول في الموضوعين.

النوع الثاني: مناسبة مضمون كل سورة لما قبلها

ومن وجوه المناسبات بين السور: أن ينظر إلى مضمون كل سورة ومضمون ما قبلها وما بعدها:

وقد ذهب الإمام السيوطي إلى أن كل سورة ورد فيها إجمال في شيء ما فإن السورة اللاحقة لها تأتي بتفصيل هذا الإجمال فمن ذلك:

- أن سورة الفاتحة قد جمعت مقاصد القرآن الكريم "فهي كالعنوان للقرآن الكريم وبراعة الاستهلال له".

أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن الحسن البصري قوله: "إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة"١.

ففي سورة الفاتحة:

١- دعاء الذين خصوا الله بالعبادة والاستقامة في قولهم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} وصراطه هو كتابه المبين كما قاله ابن مسعود وغيره. فقال الله سبحانه وتعالى في أول سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه} فاتبعوه فإنه الصراط المستقيم.


١ انظر: تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي: ٧٤.

<<  <   >  >>